عبد الحميد أجال
لم تكن ساكنة الحسيمة تتوقع أن تتحوّل ساحة إفريقيا، التي طال انتظار إعادة تهيئتها، إلى مصدر خيبة أمل جماعية. فبعد وعود وتصاميم نشرتها بلدية الحسيمة، جاءت النتيجة النهائية بعيدة كل البعد عما كان يروج له، لتتحول الساحة إلى كتلة إسمنتية باردة تفتقر للحياة والجمال.
المدونون على مواقع التواصل الاجتماعي لم يخفوا غضبهم، مؤكدين أن الساحة القديمة كانت أكثر دفئاً وإنسانية، حيث كانت الأشجار توفر الظل، والمقاعد تجمع الناس، والمساحات تدعو للراحة. أما اليوم، فقد فقدت كل هذه العناصر، وحلت محلها مساحات صماء لا تراعي هوية المكان ولا حاجات أهله.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل أُزيل ممر طرقي وساحة لركن السيارات، مما زاد من اختناق الحركة المرورية في وسط المدينة، وجعل المشروع في نظر الكثيرين خطوة للوراء بدل التقدم.
الاستياء الشعبي يزداد حدة مع المطالب التي باتت ترفع بصوت واحد: “محاسبة المسؤولين عن هذا الشكل النهائي”. يطالب المدونون عامل الإقليم بالتدخل على غرار ما فعله والي جهة طنجة تطوان الحسيمة في قضية ساحة سور المعكازين، والتي تعرضت لانتقادات واسعة بسبب تدني جودة الأشغال وتشويه الطابع الرمزي للمكان. وتحرك الوالي حينها بمحاسبة المهندس المسؤول عن المشروع، فأصدر قرارا بإعفائه وإعادة تهيئة الساحة من الصفر، فضلاً عن تكليف مهندس جديد بتحضير تصميم بديل أكثر احتراما للخصوصية المعمارية والتاريخية للمكان .
الساكنة اليوم تطالب برد فعل مماثل في الحسيمة، استحضاراً لمبدأ محاسبة كل من له علاقة بهذا الإنجاز المحبط، وضماناً لرد الاعتبار للمساحات العمومية، والتمكين من فضاءات حضرية حقيقية تلبي الحاجات وتعكس روح المكان.
ولتعزيز هذه المطالب، نشر ناشطون صوراً مقارنة بين الساحة القديمة والجديدة، تظهر بوضوح كيف فقدت الساحة أشجارها، ومقاعدها، وحيويتها، لصالح مساحة عبارة عن كتلة اسمنتية صماء لا تحمل أي لمسة إنسانية أو جمالية.