ترأس الملك محمد السادس، بعد زوال اليوم الأربعاء بساحة عمالة المضيق-الفنيدق بمدينة المضيق، حفل استقبال رسمي مهيب، تخليدًا للذكرى السادسة والعشرين لاعتلاء جلالته عرش أسلافه المنعمين، في أجواء احتفالية مميزة جسّدت عمق الروابط المتينة التي تجمع العرش العلوي المجيد بالشعب المغربي الوفي.
وقد استُهل هذا الحفل الوطني الكبير بتحية العلم على نغمات النشيد الوطني، فيما دوّت المدفعية بـ21 طلقة إيذانًا بانطلاق مراسم الاحتفاء، وسط حضور وطني ودولي وازن، عكس المكانة المرموقة للمملكة تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك.
وتوالت بعد ذلك مراسم الاستقبال الملكي، حيث تقدم للسلام على جلالته وتهنئته بهذه المناسبة المجيدة، رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش، ورئيس مجلس النواب راشيد الطالبي العلمي، ورئيس مجلس المستشارين محمد ولد الرشيد، إلى جانب رؤساء أهم المؤسسات الدستورية والهيئات الوطنية، وفي مقدمتهم الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، رئيس النيابة العامة، رئيس المحكمة الدستورية، رئيسة المجلس الأعلى للحسابات، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، ورئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان.
كما شملت المراسيم استقبال وسيط المملكة، ورؤساء الهيئات الوطنية المكلفة بالاتصال السمعي البصري والمنافسة والنزاهة ومحاربة الرشوة ومجلس الجالية المغربية بالخارج، إضافة إلى والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة ورئيس مجلسها الجهوي.
وعلى المستوى العسكري والأمني، تقدم للسلام على جلالة الملك المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، وقائد الدرك الملكي، ومفتشو القوات الجوية والبحرية والقوات المساعدة، إلى جانب المدير العام للأمن الوطني والمدير العام لمراقبة التراب الوطني، والمدير العام للدراسات والمستندات.
كما شهد الحفل حضور ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالمغرب، يتقدمهم عمداء السلك الإفريقي والعربي والأوروبي والأمريكي والآسيوي، بالإضافة إلى ممثلي الديانات السماوية، بما يعكس قيم التعايش والانفتاح التي تميز المملكة المغربية.
وفي لفتة ملكية سامية حملت دلالات عميقة، خصّ صاحب الجلالة المنتخب الوطني النسوي لكرة القدم باستقبال رسمي، تكريمًا للمسار المشرّف الذي بصمت عليه اللاعبات خلال منافسات كأس أمم إفريقيا للسيدات 2024، حيث التقطت صورة تذكارية تاريخية جمعت جلالته مرفوقًا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، مع مكونات الفريق الوطني، في إشارة واضحة إلى دعم العرش العلوي للرياضة النسوية وتشجيع المرأة المغربية على تحقيق مزيد من الإنجازات قارياً ودولياً.
ويُعدّ الاحتفال بعيد العرش المجيد مناسبة سنوية متجددة، يستحضر فيها الشعب المغربي مسار التنمية والإصلاحات الكبرى التي يقودها الملك منذ اعتلائه العرش، ويجدد عبرها ولاءه وإخلاصه وتشبثه الراسخ بأهداب العرش العلوي المجيد، في ظل وحدة وطنية راسخة، وتطلعات متجددة نحو مستقبل زاهر تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده.