في سباق مع الزمن استعدادًا لاحتضان مدينة طنجة لمباريات كأس إفريقيا للأمم، يقود والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة جهودًا مكثفة لمواجهة أزمة السير الخانقة التي تعرفها المدينة، من خلال اعتماد حلول مبتكرة تشمل إعادة هيكلة المحاور الطرقية، وتوسيع الشبكة المرورية، وتفعيل أنظمة ذكية لتنظيم حركة المرور، في خطوة تروم تعزيز انسيابية التنقل وتحسين صورة المدينة كوجهة رياضية وسياحية دولية.
ووصف والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، يونس التازي، أن الأشغال التي شهدها شارع مولاي رشيد بـ”التحدي الجنوني”، مؤكدًا أن إنجاز المشروع في ظرف لم يتجاوز ثلاثة أشهر يشكّل رقمًا قياسيًا يصعب تحطيمه، وفق تعبيره.
ويُعتبر مشروع تهيئة شارع مولاي رشيد، المؤدي إلى ملعب طنجة الكبير الذي سيحتضن مباريات كأس إفريقيا المقبلة، إحدى أبرز أوراش البنية التحتية التي أشرف عليها الوالي التازي خلال الشهور الأخيرة. فقد تم إنجاز 8 كيلومترات من الأشغال، شملت إعادة تهيئة الشارع وتوسعة المدارات وتهيئة المساحات المحاذية، في وقت وُصف بـ”القياسي”، ما يندرج ضمن رؤية شمولية لتحسين الجولان في المدينة.
وفي معرض حديثه، لم يُخفِ الوالي حجم التحديات التي تواجه طنجة في ما يخص فكّ الخناق المروري، لاسيما في ظل البناء القائم والتصاميم العمرانية السابقة التي تحول دون إمكانية توسعة الطرقات بالهدم أو التعديل الجذري. لكن، مقابل ذلك، راهنت السلطات على مقاربات مبتكرة، عبر إحداث طرق ومخارج جانبية في عدد من المحاور الرئيسية، كحل بديل لتخفيف الضغط عن الشرايين الكبرى.
ومن بين هذه الحلول، تبرز التوسعات المنجزة على مستوى مناطق المجمع الحسني، والعزيب الحاج قدور، وبن ديبان، وطريق المطار الجديدة، حيث تم فتح ممرات ومخارج إضافية لتحسين الانسيابية وتوزيع حركة السير بشكل أكثر فاعلية، وهو ما ساعد بشكل ملموس في تقليص زمن التنقل وتجنب الاختناقات.
كما شهدت عدة شوارع رئيسية إحداث إشارات ضوئية مرورية حديثة، ورغم ما رافقها من ارتباك في الأسابيع الأولى، إلا أن الوالي التازي اعتبر أن التأقلم معها سيكون مسألة وقت، داعيًا المواطنين إلى الالتزام باحترام الأسبقية والإشارات، خاصة في المدارات الكبرى.
كما ساهم الشكل الهندسي الجديد لطريق تطوان (مرجان) في تحقيق نتائج إيجابية، حيث أتاح تنظيمًا أفضل لحركة الدخول والخروج من المدينة، بعد سنوات من المعاناة في هذه النقطة التي كانت تُعد من بين أكثر المناطق ازدحامًا.
ومن جانب آخر، استجابت السلطات لمطالب عدد من المواطنين، من خلال إحداث ممرات للراجلين في مناطق حيوية داخل المدينة، مما يعزز السلامة الطرقية ويؤطر العلاقة بين السائقين والراجلين.
وتعمل المصالح التقنية، بحسب مصادر من الولاية، على دراسة النقاط السوداء داخل النسيج الحضري، بهدف تجاوز مكامن الخلل واقتراح حلول فعالة تراعي الضغط اليومي، وتُساهم في تجويد حياة المواطنين.