طنجة – دخلت شركة DFDS MAROC، الناشطة في مجال النقل البحري عبر مضيق جبل طارق، في أزمة داخلية حادة، عقب قرارات أحادية الجانب اتُّخذت من طرف الإدارة الإسبانية، ما أثار موجة غضب نقابي ومهني، وخلق ارتباكًا واضحًا في سير عملية “مرحبا 2025” المخصصة لاستقبال أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج.
ووفقًا لمصادر نقابية، فإن الإدارة الإسبانية للشركة عمدت إلى تهميش الكفاءات المغربية داخل المؤسسة، ومنحت مسؤوليات حساسة لأطر “غير مؤهلة”، في تجاهل تام للخبرات المحلية، وهو ما أثّر سلبًا على الأداء الإداري والتشغيلي.
وتفجّرت الأزمة بشكل علني خلال موسم “مرحبا”، حيث عرفت موانئ العبور، خاصة ميناء الجزيرة الخضراء، اكتظاظًا غير مسبوقًا، بعد أن قامت الشركة ببيع تذاكر تتجاوز القدرة الاستيعابية لأسطولها البحري، دون تنسيق مسبق مع السلطات المغربية أو احترام البروتوكولات المعتمدة.
ووفق تحقيقات أولية، فإن غياب التخطيط المشترك والتصرفات الانفرادية من جانب الإدارة الإسبانية فاقمت الأوضاع، بينما حاولت هذه الأخيرة تحميل السلطات المغربية مسؤولية الاضطراب، في خطوة وُصفت بـ”الاستفزازية وغير المهنية”.
السلطات المغربية، من جهتها، سارعت إلى تقديم احتجاج رسمي لدى إدارة الشركة، مطالبةً بتوضيح واعتذار صريح، مؤكدة أن مختلف الأجهزة الأمنية والسلطات المينائية أدّت مهامها بنجاح لضمان حسن استقبال أفراد الجالية.
ويرى مهنيون أن ما حدث يعكس اختلالًا في موازين السلطة داخل DFDS MAROC، حيث تستأثر الإدارة الإسبانية بصلاحيات القرار، في تغييب تام للكفاءات المغربية التي أثبتت كفاءتها في عدة مناسبات سابقة.