أعلنت الشرطة الوطنية الإسبانية، يوم الأربعاء، عن إحباط واحدة من أكبر عمليات تهريب المخدرات عبر الموانئ الجنوبية للبلاد، بعد أن تمكّنت من حجز أزيد من 15 طناً من الحشيش داخل شاحنة لنقل البطيخ قادمة من المغرب، وتوقيف خمسة أشخاص يُشتبه في انتمائهم إلى شبكة إجرامية دولية.
وجاءت هذه العملية بعد تنسيق أمني محكم بين مصالح الشرطة القضائية الإسبانية، ونظيرتها الفرنسية، والمديرية العامة للأمن الوطني بالمغرب، حيث تم التوصل إلى معلومات دقيقة تفيد بعزم شبكة إجرامية إسبانية-مغربية تهريب كميات كبيرة من الحشيش إلى أوروبا، عبر شاحنات مموّهة في المنتجات الفلاحية.
وبحسب بلاغ للشرطة الإسبانية، فإن الشاحنة التي انطلقت من أحد الموانئ المغربية وصلت إلى ميناء ألمرية بتاريخ 19 يونيو، لتبدأ فوراً سلسلة من المناورات عبر تراب المقاطعة بهدف التمويه وتفادي المراقبة، قبل أن يتم رصدها تتوقف داخل مستودع بمنطقة صناعية.
عند مداهمة الموقع وفتح المقطورة، اكتشف الأمن الإسباني وجود عدة منصات من البطيخ في مقدمة ومؤخرة الشاحنة، فيما كانت مخدرات الحشيش مخبأة بعناية بين هذه المنصات، داخل رزم من الخيش، إلى جانب أكياس تُشبه البطاطا الحلوة لكنها كانت مصنعة خصيصًا لإخفاء المخدرات بطريقة محكمة.
وأسفرت العملية عن توقيف خمسة أشخاص، من ضمنهم سائق الشاحنة والمسؤولون عن تخزينها، حيث وُجهت إليهم تهم تتعلق بالانتماء إلى منظمة إجرامية دولية، والاتجار بالمخدرات. وبعد عرضهم على النيابة العامة، أصدرت المحكمة قراراً بإيداعهم السجن الاحتياطي في انتظار استكمال التحقيقات.
وأكدت الشرطة الوطنية أن هذه العملية تعكس مرة أخرى أهمية التعاون الدولي والتنسيق الاستخباراتي في التصدي لشبكات التهريب العابر للحدود، والتي تلجأ إلى وسائل تمويه مبتكرة لتمرير شحناتها، مستغلة التدفقات الطبيعية للشحنات الفلاحية عبر الموانئ الجنوبية لإسبانيا.