تعيش مدينة طنجة، في هذه الفترة، على وقع استعدادات مكثفة لاستقبال عدد من التظاهرات الرياضية الكبرى، تشمل مشاريع واسعة النطاق مثل توسيع الشوارع الرئيسية، وتطوير البنيات التحتية، وإعادة تأهيل الفضاءات العمومية. هذه الأشغال تحظى بمتابعة ميدانية دقيقة من والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، يونس التازي، الذي يظهر بشكل منتظم في مواقع العمل، مصحوبًا بالمسؤولين الإداريين والتقنيين. المتابعون للشأن المحلي يؤكدون أن تحركات الوالي التازي تحظى بدعم كامل وضوء أخضر من وزارة الداخلية، في إطار حرص الدولة على إنجاح هذه التظاهرات الكبرى وضمان صورة مشرّفة للمدينة.
في المقابل، يثير غياب عمدة طنجة، منير ليموري، عن هذه الجولات تساؤلات عميقة. فبينما تتجه الأنظار إلى مشاريع حيوية تمس الحياة اليومية للمواطنين، يغيب العمدة تمامًا عن المشهد، مكتفيًا بحضور مناسبات بروتوكولية شكلية لا تضيف قيمة ملموسة للمدينة. ورغم أن موقع العمدة ومكانته السياسية تمنحه فرصة لأن يفرض وجوده في هذه المشاريع الكبرى، إلا أن ما يظهر للرأي العام هو ضعف في شخصيته وعجز عن تحمل المسؤولية. العمدة الذي ينتمي إلى حزب مشارك في الحكومة ويحظى بعلاقات قريبة من دوائر القرار، كان بإمكانه استثمار هذه المكانة لتأكيد حضوره، غير أن اختياره البقاء في الظل يكشف عن محدودية في الإرادة السياسية والقدرة القيادية، عكس زميلته في الحزب الوزيرة وعمدة مدينة مراكش التي تظهر كثيراً مع الوالي شوراق في الأشغال و المشاريع التي تقام حالياً.
المشهد الحالي في طنجة يعكس معادلة واضحة: والي الجهة يونس التازي يقود المشاريع بدعم مباشر من وزارة الداخلية وبحضور قوي وميداني، فيما العمدة يبدو غائبًا، مكتفيًا بدور هامشي لا يليق بمسؤول منتخب يمثل السكان. هذا الوضع يعزز الانطباع بأن السلطة المنتخبة أصبحت مجرد واجهة شكلية، بينما تتولى السلطة الإدارية قيادة العمل الميداني وضمان تنفيذ المشاريع.
وتبقى الأسئلة مطروحة: هل السبب يعود فعلاً إلى الضوء الأخضر الذي حصل عليه الوالي من الداخلية، أم إلى ضعف شخصية العمدة الذي لم يستطع فرض نفسه حتى في المساحات التي يسمح بها القانون؟
وفي انتظار توضيحات رسمية من جماعة طنجة حول هذا الغياب، يبدو أن الصورة الحالية للمدينة باتت مرهونة بجهود الوالي التازي، فيما تتآكل مصداقية العمدة أمام الرأي العام المحلي، الذي يلاحظ بوضوح من يقود المشاريع ومن يتخلف عن المشهد. وكما يبدو، فإن طنجة تتحرك والوالي يراقب.. والعمدة منشغل بمونتاج الصور في مكتبه بالطابق السابع!