شهدت العاصمة الرباط، يوم الأربعاء 28 ماي 2025، توقيع أربعة بروتوكولات اتفاق بين المغرب وعدد من الشركات الكاتالونية، لتنفيذ مشاريع استثمارية صناعية بإجمالي استثمارات يبلغ 500 مليون درهم. وتأتي هذه الخطوة تتويجاً للجهود المبذولة لتعزيز التعاون الاقتصادي المغربي-الإسباني، حيث حضر حفل التوقيع الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، السيد كريم زيدان، ووفد رفيع من رجال الأعمال الكاتالونيين برئاسة السيد جوزيب سانشيز ييبري، رئيس اتحاد أرباب العمل الكاتالونيين “فومنت ديل تربال”.
وتهدف هذه المشاريع إلى إحداث أكثر من 700 منصب شغل مباشر في ثلاث مدن مغربية رئيسية: طنجة، تطوان، والقنيطرة، ما يعكس التزام المغرب بتحويل المبادلات الاقتصادية إلى فرص عمل ملموسة لشبابه. وتشمل المشاريع قطاعات متنوعة من بينها صناعة السيارات، وتثمين النفايات، وصناعة التغليف، ومواد البناء، مما يعزز مكانة المغرب كوجهة استثمارية جاذبة ومركز صناعي ناشئ.
وخلال اللقاء، أكد الوزير كريم زيدان على دينامية المغرب في مجال جذب الاستثمارات، مشيراً إلى أن هذه الإنجازات تأتي بفضل الإصلاحات الكبرى التي تم تنفيذها، مثل تبسيط الإجراءات الإدارية، رقمنة المساطر، وتعزيز دور المراكز الجهوية للاستثمار. وأضاف أن انخراط الشركات الكاتالونية يعكس الثقة المتزايدة في مناخ الأعمال بالمغرب، ويعزز الطموح الوطني لأن يصبح المغرب منصة تنافسية ومستدامة إقليمياً.
من جانبه، عبّر السيد جوزيب سانشيز ييبري عن ارتياحه لحفاوة الاستقبال التي حظي بها الوفد الكاتالوني، مشيراً إلى أن هذه البروتوكولات تشكل بداية التزام طويل الأمد يهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثمار المشترك بين المغرب وكاتالونيا. وأضاف قائلاً: “نخطط للعودة إلى المغرب في أقل من عام مع وفد جديد يضم حوالي عشرين شركة كاتالونية لاستكشاف المزيد من الفرص الاستثمارية”.
كما أعرب سفير إسبانيا بالمغرب، إنريكي أوخيدا فيلا، عن سعادته بهذه المبادرة التي تعزز الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وإسبانيا، مشدداً على أن البلدين، إلى جانب القرب الجغرافي، يرتبطان بعلاقات اقتصادية وتجارية متميزة.
بدوره، أكد عادل الرايس، رئيس المجلس الاقتصادي المغربي-الإسباني، أن توقيع هذه البروتوكولات الاستثمارية يجسد الإرادة المشتركة لبناء شراكة قوية بين البلدين في مجالي التجارة والاستثمار، مشيراً إلى أن المجلس يسعى لتمكين إسبانيا من أن تصبح المستثمر الأجنبي الأول بالمغرب.
وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الترويجية للمغرب كوجهة استثمارية رائدة، عبر مبادرة “Morocco Now”، التي تم الترويج لها في برشلونة ومدريد في 2024 و2025، واستكمالاً للزيارة الأولى لوفد “فومنت” إلى المغرب في يونيو 2024. هذا الحدث يعكس تنامي التعاون الثنائي القائم على الثقة المتبادلة والرؤية المشتركة للتنمية المستدامة بين المغرب وكاتالونيا.