احتضنت مدينة العرائش، مساء الثلاثاء 27 ماي 2025، حفل اختتام مشروع “Grow Strong”، الذي نُفذ بشراكة بين جمعية قطار المستقبل وجمعية Borders:None الكرواتية وبدعم من وزارة الشؤون الخارجية لجمهورية كرواتيا، في إطار برامج التعاون من أجل التنمية وتعزيز فرص الإدماج المهني للشباب. وعرف الحفل حضور عدد من الشخصيات الوطنية والدولية، من أبرزها السيدة ماتيا بيرليش، مديرة التعاون من أجل التنمية والمساعدات الإنسانية بوزارة الخارجية الكرواتية، التي مثلت الجهة الداعمة للمشروع، إلى جانب ممثلين عن السلطات المحلية، وعدد من المؤسسات العمومية والمجتمع المدني.
وأشارت ممثلة وزارة الخارجية الكرواتية في تصريح لها إلى أهمية هذه المبادرة في دعم قدرات الشباب المغربي وتعزيز اندماجهم في سوق الشغل، مؤكدة أن اختيار دعم هذا المشروع نابع من قناعة راسخة بجدوى التعاون جنوب-شمال، وبأن تمكين الشباب هو أحد ركائز التنمية المستدامة. ومن جانبهم، أكد منظمو الحفل أن المشروع مكن خلال أشهر من العمل الميداني من استهداف عشرات الشباب من مختلف مناطق جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، حيث استفادوا من دورات في تقوية المهارات الحياتية والمهنية، بالإضافة إلى ورشات في ريادة الأعمال والمواكبة النفسية والاجتماعية. وشدد القائمون على جمعية قطار المستقبل، الجهة المنفذة للمشروع، على أن هذه المبادرة شكلت تجربة نوعية من حيث المضمون والشراكة، حيث تم الاشتغال مع عدد من الفاعلين المؤسساتيين والخبراء المحليين، مما ساهم في تحقيق نتائج ملموسة على مستوى المستفيدين. وتخللت الحفل فقرات متنوعة، من بينها عرض فيديو يوثق لمحطات المشروع وأثره على المشاركين، وفقرة موسيقية من تقديم النادي الفني للجمعية، قبل أن يتم تنظيم ندوة نقاشية حول “المهارات، الابتكار، والفرص: تشغيل الشباب”. وقد افتتحت الندوة بمداخلة السيدة ماتيا بيرليش، مديرة التعاون من أجل التنمية والمساعدات الإنسانية بوزارة الخارجية الكرواتية، حيث أبرزت الأهمية التي توليها بلادها لدعم المشاريع الموجهة لفائدة الشباب، معتبرة أن تعزيز المهارات المهنية والحياتية لدى الشباب في جنوب المتوسط يشكل إحدى أولويات التعاون التنموي الكرواتي.
كما شددت على ضرورة إرساء شراكات فعالة بين الفاعلين الحكوميين والمجتمع المدني لتأمين استجابات مستدامة لرهانات التشغيل والإدماج. من جانبها، أكدت السيدة ناتاشا، رئيسة الجمعية الكرواتية الشريكة ضمن المشروع، على قيمة التبادل الثقافي والتربوي بين الشباب المغربي والكرواتي، مشيرة إلى أن هذا النوع من المشاريع يساهم في تعزيز التفاهم المتبادل والانفتاح على نماذج جديدة للريادة المجتمعية. كما استعرضت نماذج شبيهة نُفذت في بلدان أوروبا الشرقية، مشددة على أهمية تكييفها مع السياق المحلي.
كما شارك في الندوة ممثل عن الفرع المحلي لوكالة إنعاش التشغيل والكفاءات الذي قدم عرضًا حول آليات الدعم المتاحة للشباب حاملي المشاريع، فيما ركزت السيدة بشرى ياسين، ممثلة المركز الجهوي للاستثمار لجهة الشمال (CRI) على سُبل مواكبة حاملي الأفكار الابتكارية وربطهم بمنظومة الاستثمار الجهوي. كما قدم بعض المستفيدين شهادات مؤثرة حول تجاربهم خلال المشروع، وما أحدثه من تحولات إيجابية في مساراتهم الشخصية والمهنية. واختُتم الحفل بتوزيع الشهادات على المشاركين والمؤطرين، إلى جانب تنظيم حفل شاي شكل مناسبة للتعارف وتعزيز التشبيك بين الفاعلين. يُشار إلى أن مشروع “Grow Strong” يندرج ضمن المبادرات الدولية الهادفة إلى دعم الشباب، ويمثل نموذجًا ناجحًا لتكامل الجهود بين منظمات المجتمع المدني والدعم المؤسساتي الدولي، بهدف بناء مسارات جديدة للتنمية والتمكين.