شهد إقليم العرائش، يوم الأربعاء 28 ماي 2025، تعزيزاً مهماً للخدمات الاجتماعية والتربوية بافتتاح ثلاثة مراكز استقبال جديدة، وذلك ضمن مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وبقيمة إجمالية تناهز 4 ملايين درهم.
وأشرف عامل إقليم العرائش، العالمين بوعاصم، على افتتاح هذه المراكز، بحضور عدد من المنتخبين والمسؤولين ورؤساء المصالح الخارجية وممثلي المجتمع المدني. وتضم هذه المراكز: مركز إيواء الأطفال والشباب في وضعية الشارع بمدينة القصر الكبير، مركز التربية والتكوين للنساء بجماعة العوامرة، ومركز الفرصة الثانية الجيل الجديد بجماعة زوادة.
وأكد رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم العرائش، عثمان التيمي، أن افتتاح هذه المراكز يأتي احتفاءً بالذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مشيراً إلى أن هذه المراكز تعد فضاءات هامة تعزز الخدمات الاجتماعية والتكوينية والتربوية بمختلف الجماعات الترابية بالإقليم.
ويهدف مركز الإيواء بالقصر الكبير، الذي بلغت تكلفة إنجازه 3,1 مليون درهم ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية فيها بـ2,65 مليون درهم، إلى توفير الرعاية الاجتماعية والخدمات الأساسية للأطفال والشباب بدون مأوى، مع العمل على إعادة إدماجهم في محيطهم الأسري أو سوق العمل، بفضل شراكة بين لجان التنمية البشرية والتعاون الوطني.
أما مركز التربية والتكوين بجماعة العوامرة، الذي تم تجهيزه بمعدات عصرية بدعم من المبادرة بلغت قيمته 300 ألف درهم، فيستهدف تمكين النساء في وضعية هشاشة من ولوج عالم الاقتصاد، عبر تقديم تكوينات مهنية في مجالات متنوعة منها الخياطة والحلاقة، مما يسهم في تعزيز اندماجهن الاجتماعي والاقتصادي.
وفي جماعة زوادة، تم افتتاح مركز الفرصة الثانية الجيل الجديد، المنجز بشراكة بين المبادرة والمديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي، بقيمة إجمالية بلغت 650 ألف درهم، ساهمت المبادرة بـ540 ألف درهم منها. ويهدف هذا المركز إلى تمكين الشباب المنقطع عن الدراسة، بين 16 و20 سنة، من متابعة مقررات تعليمية استدراكية تؤهلهم للعودة إلى مقاعد الدراسة أو الحصول على تكوين مهني يفتح أمامهم أبواب سوق العمل.
وفي هذا السياق، أكدت حفصة اليملاحي، المشرفة التربوية بالمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني، أن مركز التربية والتكوين بالعوامرة يعرف إقبالاً كبيراً من النساء والفتيات، مشيدة بدور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في توفير تجهيزات حديثة ستدعم الأنشطة وتتيح فرص تعلم جديدة في مهن مطلوبة محلياً.
كما أوضحت هاجر المنصوري، رئيسة مصلحة بالمديرية الإقليمية للتربية الوطنية بالعرائش، أن مركز الفرصة الثانية بزُوادة يسعى إلى محاربة الهدر المدرسي وتقديم فرص تعلم بديلة تمكن الشباب من اكتساب مهارات أساسية أو دبلومات مهنية. وأكدت أن الطاقة الاستيعابية ستزيد من 30 مستفيداً حالياً إلى 60 مستفيداً الموسم المقبل، مع إضافة تخصصات مهنية جديدة.
وتجسد هذه المشاريع حرص المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على دعم الفئات الهشة من النساء والشباب، وتعزيز قدراتهم وتمكينهم من الاندماج الاجتماعي والاقتصادي، بما يسهم في بناء مجتمع أكثر شمولية وتضامناً.