آخر

من طنجة.. عبد الله أبو إياد العلوي يطلق صرخة فكرية لإعادة الاعتبار للطفولة

شهدت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة، يوم السبت، لقاء علميا مميزا لتقديم مؤلف جديد حمل عنوان “مقدمات في قضايا الطفولة”، للكاتب والأستاذ الجامعي المتخصص في علم النفس الدكتور عبد الله أبو إياد العلوي، وذلك في إطار التكوين الموازي الذي يعتمده ماستر حقوق الإنسان والتقاضي الدولي، وبحضور ثلة من الأساتذة والباحثين والمهتمين بقضايا الطفولة.

الكتاب، الذي جاء في 312 صفحة موزعة على تسعة محاور أساسية، تناول بعمق واقع الأطفال في وضعيات صعبة، وانتهى إلى بلورة معرفة مركبة بقضايا الطفولة، انطلاقًا من دراسات علمية وميدانية، حاول من خلالها المؤلف مساءلة الواقع واستشراف سبل الإصلاح.

وقد اعتُبر هذا العمل العلمي بمثابة صرخة فكرية من أجل إعادة الاعتبار للطفولة المغربية، في ظل ما تعرفه من تعقيدات وإكراهات متواصلة، رغم الزخم الحقوقي والتشريعي في هذا الباب.

وفي مستهل اللقاء، أشرف الأستاذ عبد القادر مساعد، منسق ماستر حقوق الإنسان والتقاضي الدولي، على تقديم المؤلف ومؤلفه، مؤكدا أن “هذا النشاط يدخل ضمن التكوين الموازي الذي يهدف إلى تحفيز الطلبة على القراءة العلمية النقدية، وتعزيز انخراطهم في النقاشات العمومية ذات البعد الحقوقي والتنموي”.

وأضاف أن “مقدمات في قضايا الطفولة” يُعد من المؤلفات المرجعية في الحقل التربوي والحقوقي، لما يطرحه من أسئلة عميقة وما يفتحه من آفاق بحثية جديدة تتقاطع فيها العلوم القانونية والإنسانية.

اللقاء، الذي أدارته الصحافية اعتماد سلام، عرف مشاركة مجموعة من الأساتذة الجامعيين الذين سلطوا الضوء على أبعاد متعددة للكتاب، كل من زاوية تخصصه.

واعتبر الدكتور علاء تكتري، الأستاذ بكلية الحقوق بوجدة والمتخصص في علم الضحايا، أن الأطفال في وضعية صعبة هم ضحايا في العمق، مشددًا على ضرورة مساءلة المجتمع عن مسؤوليته إزاء هذه الفئة، وداعيًا إلى تدخلات مؤسساتية عاجلة لمعالجة هذه الوضعيات.

أما الدكتور كريم أزماني مطر، الباحث في علم الاجتماع، فقد توقف عند التعدد المعرفي الذي ميّز مقاربة الدكتور العلوي، مشيدًا باعتماده على حقول متنوعة كالأنثروبولوجيا والسوسيولوجيا والقانون والتربية. كما نوّه بخصوصية القاموس المفاهيمي الذي اعتمده الكاتب، والذي يعكس عمقًا فكريًا وتجريبية ميدانية نادرة في مجال البحث الاجتماعي.

بدوره، تطرق الدكتور العربي بنساسي إلى مسألة الجنوح لدى الأطفال باعتبارها من أبرز تمظهرات الوضعيات الصعبة، داعيًا إلى تبني مقاربة تربوية شمولية تُراهن على خلق بيئة سليمة لتربية الطفل، وفق ما ورد في توصيات الكتاب.

ومن جانبه، توقف الفاعل الجمعوي أحمد أبو كريم عند أهمية الجوانب العلائقية في تربية الطفل، داعيًا إلى تثقيف الآباء والأمهات وتأهيلهم للقيام بأدوارهم التربوية على الوجه الأمثل، انسجامًا مع ما دعا إليه المؤلف في كتابه.

وقد اختتم اللقاء بكلمة مؤثرة للدكتور عبد الله أبو إياد العلوي، عبر فيها عن اعتزازه بالقراءات العلمية التي واكبت مؤلفه، وبالتفاعل الجاد للطلبة والأساتذة مع مضامينه، مجددًا تأكيده على التزامه العلمي والأخلاقي في خدمة قضايا الإنسان، وعلى رأسها قضايا الطفولة، معتبرًا أن “الفهم العميق للإنسان في أبعاده المختلفة، وجعل هذا الفهم أساسًا للسياسات العمومية، هو المدخل الحقيقي لإصلاح الأوضاع المتأزمة التي تعرفها الطفولة اليوم في المغرب”.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

إغلاق