سلايدر الرئيسيةسياسة
مستشار الرئيس الأمريكي: واشنطن تتحرك لإغلاق ملف الصحراء وإعادة العلاقات بين المغرب والجزائر

أثار تصريح مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للشؤون الإفريقية والشرق الأوسط، جدلًا واسعًا بشأن احتمال دخول الولايات المتحدة على خط الوساطة بين المغرب والجزائر، بهدف إنهاء النزاع الطويل حول الصحراء المغربية.
وقال بولس في مقابلة مع قناة “العربية” إن النزاع الإقليمي دخل مرحلة حرجة، مشيرًا إلى أنه “اقترب من عامه الخمسين”، في إشارة إلى طول أمده، وهو ما يلمّح إلى سعي أمريكي لحلحلته في أقرب الآجال.
وأكد المسؤول الأمريكي السابق أن من بين أهداف التحرك الأمريكي في هذا الملف “العمل على إعادة العلاقات الطبيعية بين الجزائر والمغرب”، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول احتمال وجود طلب جزائري رسمي أو غير مباشر للوساطة، خصوصًا في ظل اللقاء السري الذي جرى في الدوحة، أواخر العام الماضي، بين وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف ومسعد بولس، وفق ما أفادت به مصادر إعلامية آنذاك.
ووصف المستشار الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشؤون الإفريقية، مسعد بولس، تجديد تأكيد الولايات المتحدة على اعترافها بسيادة المغرب على صحرائه بأنه “قوي” و”لا لبس فيه”.
وخلال الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الملك محمد السادس ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية في دجنبر 2020، كان الرئيس دونالد ترامب قد أبلغ جلالة الملك بأنه أصدر مرسوما رئاسيا، بما له من قوة قانونية وسياسية ثابتة، وبأثره الفوري، يقضي باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كافة منطقة الصحراء المغربية.
وكتب المستشار المقرب من الرئيس الأمريكي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي نشر الجمعة : “تصريح قوي لكاتب الدولة روبيو يؤكد، مجددا، وبشكل لا لبس فيه الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء”.
وأرفق السيد بولس رسالته بالتدوينة التي نشرها رئيس الدبلوماسية الأمريكية، ماركو روبيو، على شبكات التواصل الاجتماعي، والتي أورد فيها ما جاء في البيان الصحفي الرسمي لوزارة الخارجية الذي نشر في أعقاب مباحثاته، في 8 أبريل في واشنطن، مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة.
وهكذا، أكد كاتب الدولة، مجددا، أن الولايات المتحدة تعترف بسيادة المغرب على صحرائه وتدعم مقترح الحكم الذاتي الذي قدمته المملكة باعتباره “الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع” الإقليمي حول الصحراء المغربية.
وحرص السيد روبيو على التأكيد على حسابه على “موقع X” : “التقيت بوزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة للتأكيد، مجددا، على الشراكة القوية بين الولايات المتحدة والمغرب. وأكدت مجددا على أن الولايات المتحدة تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء”، و”تدعم المقترح المغربي للحكم الذاتي، باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم لهذا النزاع”.
ويرى مراقبون أن هذا التحول يأتي في سياق ضغوط دولية متزايدة على الجزائر، لا سيما بعد تصريحات وزير الخارجية الأمريكي الحالي، ماركو روبيو، التي أكد فيها دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي المغربي، ودعوة الأمم المتحدة إلى مناقشة تفاصيل تطبيق هذا الحل، بما في ذلك عودة سكان مخيمات تندوف.
وفي حال تأكدت الوساطة الأمريكية، تبقى الأسئلة مطروحة حول طبيعة الشروط والمطالب المتبادلة بين الجانبين، في ظل توقعات بدخول الملف الصحراوي مرحلة حاسمة، قد تمتد لتشمل ملفات إقليمية أخرى، منها ترسيم الحدود، ومصير الاتفاقيات الثنائية السابقة، مثل تلك المتعلقة بغار جبيلات.