مقالات الرأي
متى تتخلص بلادنا من مخدر “السيليسيون” القاتل؟

بقلم أحمد الطلحي
خبير في البيئة والتنمية
كل يوم أجد حول العمارة التي أقطن فيها أعقاب “السيليسيون”، نعم أعقاب “السيليسيون” وليس أعقاب السجائر.
ولمن لا يعرف “السيليسيون”، فهو لصاق لزج يستعمل في إصلاح العجلات، خصوصا عجلات الدراجات والدراجات النارية، لكنه يستعمل أيضا كمخدر رخيص، يفرك في اليدين ويتم استنشاقه فيتعرض المستنشق للتخدير بعد ربع أو نصف ساعة، وقد يستمر التخدير إلى ساعتين.
وظاهرة شم لصاق “السيليسيون” ليست ظاهرة جديدة، هي ظهرت منذ عقود، وكان يستعملها أساسا المشردون في الشوارع، لكن اليوم أصبحت الظاهرة تنتشر أكثر، بل وغزت المؤسسات التعليمية والمقاهي والمراقص…
طبعا وكجميع أنواع المخدرات، هذا المخدر الرخيص الذي يباع في المتاجر بأقل من 10 دراهم للعبوة الواحدة، وفي المراقص وبعض المحلات المشبوهة قد يصل ثمن العبوة إلى أكثر من 100 درهم، له أضرار صحية كثيرة من مثل: “حدوث فشل في الجهاز التنفسي، وزيادة عدد نبضات القلب غير المنتظمة، إلى جانب حدوث صداع، واضطرابات في الرؤية، بالإضافة لحدوث قيء وغثيان مفاجئين، وانخفاض في ضغط الدم، فيما قد يصل الأمر في بعض الحالات إلى الوفاة المفاجئة”.
الغريب في الأمر، أن هذا المخدر لا يزال يباع في المتاجر، بالرغم من مطالبات العديد من الهيئات بما في ذلك البرلمان، بحظر استيراده وتوزيعه داخل المغرب. قد يقال بأنه لا يوجد بديلا له لإصلاح عجلات الدراجات، الحل بسيط هو أن يتم بيعه فقط للمختصين في إصلاح العجلات وبمقادير محددة، مثلما هو الأمر بالنسبة للأدوية التي تستعمل كمخدرات، بحيث لا يبيعها الصيدلاني إلا بوصفة الطبيب ويتم تسجيل البيانات في سجل خاص في الصيدلية.
العشرات من التلاميذ والتلميذات، والقاصرين والقاصرات، يجلسون على أدراج ممرات الإقامة السكنية التي أقطن بها، ولا من ناه ولا من رقيب، ولا أحد يتصل بالشرطة، الكل يتفرج ولا يعبأ بما يراه. بل، إننا في بعض الليالي لا ننام بسبب ضوضاء وصراخ هؤلاء المراهقين. أكيد، هذه الظاهرة تعاني منها العديد من الأحياء السكنية، فالظاهرة عامة وتزداد للأسف الشديد.
ولعلاج هذه الظاهرة، نحتاج إلى الإجراءات التالية:
– تنظيم حملات التحسيس والتوعية في مختلف الأحياء والمدارس
– تخصيص دوريات أمنية لهذه الظاهرة، ورقم أخضر للاتصال بها
– منع أو تقنين تجارة هذا المخدر ومثيله.