آخر

نقابات تطالب بحماية الموظفين خلال عملية توزيع الأعلاف.. وإشادة بمجهودات المديرة الإقليمية لوزارة الفلاحة بطنجة

عرفت الأيام الأخيرة حالة من الاحتقان داخل المديرية الإقليمية للفلاحة بطنجة، بعد سلسلة من الأحداث التي وصفتها مصادر موثوقة بأنها “غير مسبوقة وتمس كرامة الأطر والموظفين”، مما دفع بعدد من النقابات والموظفين إلى التعبير عن استنكارهم، ورفع بيانات تضامنية وشكايات فردية توثّق تفاصيل ما جرى.

وتعود تفاصيل الواقعة، وفق نفس المصادر، إلى توتر ناتج عن تدخلات غير مهنية نسبت إلى عضو بغرفة فلاحية جهوية، إذ تفيد شهادات متعددة بأنه اقتحم مقر المؤسسة العمومية يوم 27 يناير 2025، وتوجّه بألفاظ نابية وسلوكيات سلطوية تجاه بعض الموظفين، وصلت حد التهديد ومحاولة الاعتداء الجسدي، لولا تدخل الحاضرين. أحد أعوان الحراسة تقدم بشكاية خطية يوثّق فيها ما تعرّض له من تهديد وعنف لفظي، مطالبًا بإنصافه.

وقد وقع العشرات من موظفي المؤسسة على بيان تضامني، أكدوا فيه دعمهم لزميلهم واستنكارهم لما وصفوه بـ”السلوك المشين والمس بكرامة العاملين بالمرفق العام”، داعين الجهات المسؤولة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان بيئة عمل محترمة وآمنة.

الواقعة نفسها فجّرت ردود فعل نقابية قوية، حيث أصدرت كل من النقابة الوطنية للفلاحة المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي التابعة للاتحاد المغربي للشغل، بيانين منفصلين عبّرا فيهما عن تضامن مطلق مع الموظفين، ورفضا قاطعًا لما وصفوه بـ”التدخلات غير المشروعة من بعض أعضاء الغرف الفلاحية”، داعين إلى احترام اختصاصات الموظفين وحمايتهم من كل أشكال الضغط والترهيب.

وفي خضم هذا التوتر، نوهت مصادر مهنية بمجهودات  المديرة الإقليمية للفلاحة بطنجة، مشيدة بما وصفته بـ”النهج التواصلي المسؤول والصرامة الإدارية المتوازنة”، حيث حرصت، حسب نفس المصادر على ضمان السير العادي للمرفق العمومي في أجواء من الانضباط والاحترام، مع اتخاذ قرارات تهدف إلى حماية الموظفين وتحقيق النجاعة في تدبير الملفات الحيوية للقطاع.

كما كشفت مصادر موثوقة عن وجود تنسيق دائم بين المديرية والغرف الفلاحية في ما يتعلق ببرامج الدعم، كعملية توزيع الأعلاف، ومراقبة الأمراض الحيوانية، مع تسجيل نسب إنجاز إيجابية وتجاوب ميداني مع تطلعات الفلاحين.

وفي خضم هذه التطورات، كشفت المصادر ذاتها، عن وجود تنسيق سابق بين ممثلي الغرف الفلاحية والمصالح التقنية للمديرية الإقليمية، بخصوص توزيع الأعلاف والدعم، غير أن بعض التصرفات الفردية وصفت بأنها خارجة عن السياق المؤسساتي، وتسببت في تعكير أجواء العمل.

كما أكدت ذات المصادر على حسن سير عدد من العمليات، كبيع الأعلاف المدعمة بنسبة 100%، وتدخل المصالح البيطرية في مراقبة أمراض المواشي والطيور، دون أن تُسجَّل اختلالات تقنية أو ميدانية.

واعتبر فاعلون نقابيون أن المساس بكرامة العاملين في القطاع لا يخدم سوى خلق جو من التوتر والإحباط، مؤكدين استعدادهم لخوض أشكال نضالية دفاعًا عن الشغيلة الفلاحية.

وفي ختام المشهد، عبّر الموظفون عن تثمينهم لحكمة وتفاني المديرة في تدبير الأزمة الأخيرة، داعين إلى تحييد المرفق العمومي عن كل التجاذبات، وصون كرامة الأطر واحترام أدوار جميع المتدخلين.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق