شدد الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، السيد محمد عبد النباوي، على خطورة المحتوى المنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والذي وصفه بأنه مليء بالمناكر والكذب والزور والبهتان، إضافةً إلى التشهير بالناس، والمساس بأعراضهم، ونشر الفواحش، والتطاول على مقدسات البلد وقيمه الفضلى.
أكد عبد النباوي أن هذه الظاهرة تشكل تحدياً كبيراً يتجاوز قدرة القوانين على مواجهته بمفردها، خاصة في ظل عدم تحكم الدول في البرمجيات والمنصات التي تُدار من قِبَل قوى خارجية. وأضاف أن القانون وحده لا يكفي لتطهير هذا المشهد الرقمي الملوث، ما يجعل الحاجة ملحة لدور العلماء والدعاة في توجيه سلوك الأفراد وتعزيز الوعي الديني والأخلاقي.
وأشار إلى أن رسالة العلماء لا تقتصر فقط على معالجة المنازعات القضائية، بل تمتد لتشمل محاربة الفكر المتطرف، وتجفيف منابع الإجرام بمختلف أشكاله، مثل ترويج المخدرات، والاعتداء على الأرواح والممتلكات، وهي جرائم يمكن للدعوة الدينية أن تساهم في الحد من انتشارها.
وأوضح عبد النباوي أن تأثير العلماء في النفوس يمكن أن يكون أكثر فعالية من التشريعات الصارمة، لأنهم يخاطبون الضمائر والقلوب، مما قد يدفع صناع المحتوى إلى مراجعة ما ينشرونه، والتحلي بالصدق، وتجنب القذف والسب، والمساس بحياة وأمن الآخرين.
وفي ختام مداخلته، دعا عبد النباوي إلى ضرورة تكثيف الجهود التوعوية الدينية والأخلاقية لمواجهة هذه الظواهر السلبية، مؤكدًا أن إصلاح المجتمعات يبدأ من إصلاح النفوس، وتعزيز الوازع الديني والخلقي، بالتوازي مع تطبيق القوانين اللازمة لضبط السلوك العام.