تقترب أشغال تنزيل ميثاق الهندسة المعمارية بالمدينة العتيقة لشفشاون من مراحلها النهائية، حيث بلغت نسبة التقدم في تنفيذ الشطر الرابع والأخير من المشروع أكثر من 98 بالمائة. جاء ذلك خلال الزيارة الميدانية التي قامت بها مديرة الوكالة الحضرية لتطوان، رفقة المفتش الجهوي للتعمير، وممثلي لجنة التتبع، والسلطات المحلية، إلى جانب مكتب الدراسات المعمارية المشرف على الأشغال والمقاولة المكلفة بإنجاز المشروع، للاطلاع على مستوى تقدم الأشغال.
يشمل هذا الشطر الأخير من المشروع، الذي يندرج ضمن برنامج واسع لتثمين التراث المعماري للمدينة، عمليات ترميم للبنايات الواقعة على المحور الممتد من “أوطا حمام” إلى “باب العين”، إضافة إلى زنقة السيدة الحرة وبعض الأزقة المجاورة. ويأتي ذلك في سياق الجهود المبذولة للحفاظ على الطابع المعماري المميز للمدينة العتيقة وتعزيز قيمتها التراثية.
يعتبر هذا المشروع جزءًا من برنامج تأهيل وتثمين المدينة العتيقة لشفشاون للفترة الممتدة بين 2020 و2024، والذي يندرج ضمن التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الهادفة إلى الحفاظ على الموروث الثقافي والمعماري للمدن العتيقة. وقد تم تخصيص غلاف مالي يناهز 115 مليون درهم لتنفيذ هذا البرنامج، بهدف حماية الرأسمال الثقافي والمعماري للمدينة العتيقة، واستثمار مكوناته في تعزيز التنمية المحلية، مع دعم الجاذبية الاقتصادية والسياحية لشفشاون.
يرتكز البرنامج على أربعة محاور رئيسية، تشمل تأهيل الفضاء الحضري، وترميم التراث وتأهيله، وصيانة وتأهيل أماكن العبادة والفضاءات الروحية، إضافة إلى إنعاش الاقتصاد المحلي والسياحة داخل المدينة العتيقة. ومن خلال هذه المبادرات، تسعى الجهود إلى تحقيق توازن بين صيانة التراث التاريخي وتحقيق التنمية المستدامة، بما يضمن استمرارية الهوية المعمارية المميزة لشفشاون، ويعزز مكانتها كوجهة سياحية وثقافية رائدة.
