اقتصادسلايدر الرئيسيةطنجة أصيلة
شركة ألمانية رائدة في حفر الأنفاق تنضم لإنجاز دراسة بخصوص نفق مضيق جبل طارق
يواصل مشروع النفق البحري بين المغرب وإسبانيا تحت مضيق جبل طارق خطواته نحو التنفيذ، بعد أن ظل حلمًا هندسيًا لأكثر من أربعة عقود. فبعد تكليف شركة Tekpam Ingeniería الإسبانية بإجراء دراسة زلزالية، انضمت الشركة الألمانية العملاقة Herrenknecht، الرائدة عالميًا في صناعة آلات حفر الأنفاق، إلى هذا المشروع الطموح، مما يعزز الآمال في تحقيق هذا الإنجاز الاستراتيجي.
تحدٍ هندسي غير مسبوق
تشتهر شركة Herrenknecht AG، التي أسسها مارتن هيرينكنيخت، بمقرها في شفاناو بألمانيا، بمشاركتها في مشاريع أنفاق كبرى، مثل نفق برينر بين النمسا وإيطاليا وتوسعة مترو باريس. غير أن مشروع النفق المغربي-الإسباني يمثل تحديًا هندسيًا استثنائيًا نظرًا لعمقه القياسي البالغ 475 مترًا تحت سطح البحر، مقارنة بـ 75 مترًا فقط لنفق المانش الذي يربط بريطانيا بفرنسا.
في هذا السياق، أوضحت متحدثة باسم Herrenknecht أن المشروع “يمثل تحديًا تكنولوجيًا ولوجستيًا غير مسبوق، لكنه أيضًا فرصة فريدة لدفع حدود الهندسة الحديثة إلى آفاق جديدة.”
خطوات تقنية حاسمة
قبل البدء في أعمال الحفر، ستتولى Herrenknecht Ibérica، الفرع الإسباني للمجموعة، إجراء دراسة الجدوى، والتي تشمل تصميم آلات حفر قادرة على اختراق التربة غير المستقرة ومقاومة الظروف القاسية لمضيق جبل طارق، مثل النشاط الزلزالي المرتفع، التيارات البحرية القوية، والضغوط العالية تحت الماء.
في موازاة ذلك، ستسهم البيانات التي جمعتها شركة Tekpam Ingeniería، بتمويل قدره 486,420 يورو، في تقييم المخاطر الجيولوجية لضمان سلامة المشروع.
عقبات التمويل والشراكات الدولية
رغم أن انضمام شركات هندسية كبرى يعزز فرص نجاح المشروع، إلا أن التمويل لا يزال أحد التحديات الرئيسية. فالتكلفة التقديرية للمشروع تبلغ حوالي 6 مليارات يورو، مما يتطلب شراكات دولية قوية، خاصة مع مؤسسات أوروبية وإفريقية لدعم تنفيذه.
إلى جانب الجوانب المالية، يعكس المشروع إرادة سياسية واقتصادية لتعزيز الروابط بين أوروبا وإفريقيا، حيث سيسهم في تحسين حركة النقل، وتقليل المهل اللوجستية، وتعزيز التبادل التجاري والتنمية الاقتصادية في كلا القارتين.
نحو مستقبل مترابط
وفقًا للتوقعات، سيتيح النفق عبور 12.8 مليون مسافر سنويًا، بالإضافة إلى 13 مليون طن من البضائع، مما سيحول مضيق جبل طارق إلى محور لوجستي عالمي. وبذلك، لن يكون المشروع مجرد إنجاز هندسي مذهل، بل رمزًا للتعاون الدولي وبوابة اقتصادية بين إفريقيا وأوروبا.
حلم ربط القارتين بنفق تحت الماء لم يعد مجرد خيال، بل أصبح واقعًا قابلاً للتحقيق بفضل التعاون الهندسي والاستراتيجي بين المغرب وإسبانيا وألمانيا.