آخر
خواطر سدراوي: “بين النملة والصرار.. التنمية الحقيقية لا تحتمل العبث!”
من منا لم يقرأ تلك القصة البسيطة، بسيطة في لغتها ولكن عميقة في فلسفتها وأبعادها التربوية، قصة “النملة والصرار”، التي تهدف إلى التعبير عن قيمة العمل والتفاني فيه.
يوم السبت، تم التوقيع على اتفاقية بين وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والجامعة الملكية المغربية للرياضات البحرية.
إلى هنا، كل شيء يبدو جميلاً، بل رائعًا!
لكن، كمواطن بسيط، يقطن مثلًا في محاميد الغزلان أو ربما في سبت آيت إيكو، قد نتساءل عن جدوى هذه الاتفاقية بالنسبة لنا، ونتخيل أن البحر سيصل إلى قرانا، وسنبدأ في صيد أسماك القرش، أو ربما نبني سفينة نوح جديدة!
لن نذهب بعيدًا في مخيلتنا، لكن فقط داخل نفس هذا المغرب الممتد من طنجة إلى الكويرة، نجد أن سباق التنمية يسير بسرعات متفاوتة، فهناك من يخترق حاجز الصوت، وهناك من لا يزال مكانه، بينما الزمن يتقدم.
وفي الوقت الذي نجد فيه كفاءات مغربية وصلت إلى العالمية بفضل مهارتها وتفانيها في خدمة البلاد، نجد أيضًا مسؤولين لا يزالون يبيعون الأوهام، وكأنهم يضحكون على الذقون – ونطلب المعذرة من توفيق الدقن، فنحن لا نقصدك.
عندما نتحدث عن الرياضات الأولمبية، نفكر في ألعاب القوى، الجمباز، كرة السلة، اليد، الطائرة، ثم السباحة.
رياضات مدرسية وجامعية، تربوية ووطنية.
لكن ماذا بعد؟
نترك كل ذلك ونتجه إلى رياضات النخبة مثل الغولف في وقت سابق، والآن الزوارق الشراعية!
وكأن الزحيليكة تمتلك واجهتين بحريتين، أو أن العطاوية أصبحت جزيرة!
نعود إلى قصة النملة والصرار.
فبينما تنهمك النملة في العمل بجد وصبر، يرقص الصرار على أنغام كمانه، مستمتعًا بأجواء الصيف.
وفي الواقع، هناك بعض المسؤولين الذين يعيشون صيفًا طويلاً بلا إنتاج، وعندما يطلب منهم تقديم شيء ملموس، يلجؤون إلى نظام “D” أي “الديبناج” – الحلول الترقيعية السريعة.
المسؤول المعني توجه إلى طنجة لأنها تحتضن ناديًا محترمًا للرياضات البحرية، وبالتالي اختار الحل الأسهل، حيث النتائج مضمونة، والصور جاهزة للنشر على المواقع.
خلاصة القول:
المغرب ركب قطار التنمية الحقيقية، ومن يريد أن يلتحق به مرحبًا، ومن يفضل الاستمرار كصرار، فهو حر في ذلك أيضًا!