آخر
خواطر سدراوي : موريتانيا والخطة المحكمة.. بالفعل، ضربة معلم
الدكتور عزيز سدراوي
موريتانيا، العائلة، صلة القرابة، الامتداد، التاريخ والجغرافيا. صدق من قال: “الدم لا يتحول أبدًا إلى ماء”.
لكن، هل كان ما حدث نتيجة ذكاء ومخطط له بإحكام؟ أم أنه كان غباءً من الطرف الآخر، الجارة الشرقية؟ أم هي صدفة، ورب صدفة خير من ألف ميعاد؟
بل كانت بالفعل ضربة معلم.
أشبهها بالضربة المقصية لمصطفى حجي في شباك مصر، وأرجو المعذرة على هذا التشبيه، إذ لا شيء أروع يتبادر إلى ذهني.
أولًا: ذهب الرئيس الموريتاني وجلس مع الاتحاد المغاربي “المزيف”، ففهم مقاصده وتعرف على أسسه الهشة.
ثانيًا: استقبل الرئيس الجزائري، واستمع إليه وسجل ما لديه صوتًا وصورة.
ثالثًا: استقبل شنقريحة، المغبون، وعرف منه أسماء الجنرالات الذين كانوا ينوون الغدر به، ثم أطاح بهم بعد أن ضمن سلامته وسلامة الدولة، شعبًا وأرضًا.
رابعًا: جاء إلى الرباط، وعزز أسس الروابط وأواصر الدم والأخوة والتلاحم العائلي والقبلي، بالإضافة إلى التاريخ والجغرافيا المشتركة.
خامسًا: توجه إلى أبوظبي.
وهنا جاء الإعلان عن إنشاء أقوى تحالف في شمال المحيط الأطلسي الأفريقي، مع دولة الإمارات.
زيارة الرئيس الغزواني المتزامنة مع زيارة الملك محمد السادس للإمارات أثارت العديد من التكهنات. لكن معهدًا استراتيجيًا كشف النقاب عن مشروع إماراتي ضخم يمتد على طول سواحل المغرب وموريتانيا. المشروع، الذي هو في طور الموافقة المبدئية، يستهدف تعزيز المشروع الأطلسي لدول الساحل.
أما الطريق البحري أكادير-داكار، فهو على الأرجح طريق بديل ومؤقت، ريثما يتم استكمال الطريق السيار الداخلة-داكار، مرورًا بنواديبو ونواكشوط. هذا الطريق، في مرحلته الأولى، سيصل إلى نيجيريا في المستقبل القريب.
هذه هي الدبلوماسية المغربية: “الدق والسكات”، بلا هرطقة ولا كثرة كلام، بل بأعلى درجات الفعالية.
لا يسعني إلا أن أكون فخورًا بأبناء وطني، سواء بالدبلوماسية السياسية أو بالدبلوماسية الموازية، حيث يعمل كل طرف من جهته، والنتائج تتحدث عن نفسها.
نحن جميعًا فخورون برؤية رؤوسنا شامخة بالمستوى العالي الذي وصل إليه أبناء هذا الوطن الحبيب، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
والقادم أفضل.
مسلسل استرجاع صحرائنا الشرقية قد انطلق بالفعل، وما هي إلا مسألة وقت حتى تصبح كل المناطق في الصح
راء الشرقية جزءًا من الوطن.