سلايدر الرئيسيةطنجة أصيلةكلمة شماليملاعب
أخر الأخبار

كلمة شمالي: اتحاد طنجة .. هل من أفق لهذا الوضع؟!!

يعيش فريق اتحاد طنجة حالة بالغة التناقض مع بداية الموسم الكروي الجديد 2024/2025، والذي يدخله وسط العديد من المشاكل المركبة التي ترخي بضلالها على صورة فريق يمني جمهورك “الاستثنائي” في الدعم والمساندة اللامشروطة  لفريق طنجة الأول، ويقابله مدبرو شؤونه بحالة استثناء مستدامة هذه المرة في المشهد الكروي.

ففي الوقت الذي، يخوض الفريق مبارياته خارج ملعبه بفعل الإصلاحات الجارية بملعب ابن بطوطة، والتي تحرمه من مؤازرة جماهيره الوفية ومن موارد الملعب المالية المهمة، وفي الوقت الذي يجد الفريق صعوبة في جلب مستشهرين جدد لدعم الفريق في مدينة تعج بالمنشآت الاقتصادية الكبرى، وفي الوقت الذي يعيش فيه الفريق صراعات داخلية كان أحد فصولها ما حصل الجمعة الماضية بالجمع العام الاستثنائي.

في ظل هذا السياق الاستثنائي على المستوى التسييري، تمكن فارس البوغاز من حصد 7 نقاط من أول ثلاث مباريات له في البطولة الاحترافية، أمام فرق قوية من قبيل حسنية اكادير والرجاء الرياضي والفتح الرياضي، فحتى البرمجة لم تكن رحيمة بالفريق وبوضعيته،  إلا أن بسالة اللاعبين وقتاليتهم مكَّنتهم من التواجد مع فرق المقدمة، خصوصا من خلال المواجهة الأخيرة أمام الفتح الرباطي والتي انتهت بالتعادل السلبي رغم خوض الفريق الشوط الثاني من اللقاء بتسعة لاعبين بعد تعرضه لطردين.

ويُسائِلُ هذا الوضع كل الفعاليات والمؤسسات والمسؤولين داخل المدينة التي تعد القطب الاقتصادي الثاني للمملكة، حيث اعتاد الفريق لفترة طويلة على منح المؤسسات الرسمية خاصة المنتخبة منهاالتي أصبح بعضها يتناقص وبعضها الآخر لم يعد كاف لتغطية احتياجات الفريق، وفي الوقت الذي اتجهت فيه الجامعة الملكية لفرض خيار الشركات على الأندية والتي كان من المفترض أن تفضي لجلب الأندية لمواردها المالية بنفسها دون انتظار عطايا المؤسسات الرسمية، فإن هذا لم ينعكس على أغلب الفرق، وبالأخص في حالة اتحاد طنجة الذي يجد أغلب الأبواب موصدة أمامه من طرف الشركات المستقرة في المدينة!!.

كما أن الوضع السيء للفريق يسائل الفاعلين السياسيين في المدينة، حيث انعكست صراعاتهم ومشاكلهم على أداء الفريق، على الأقل منذ موسم كورونا، والتي استمرت بالتضخم حتى إعلان رئيس الفريق الأسبق عبد الحميد أبرشان استقالته من رئاسة الفريق، إذ دخل بعدها الفريق في دوامة من المشاكل وحالة الفراغ رغم استلام رئيسين من بعده مقاليد تسيير الفريق، دون تمكنهما من إخراج الفريق من وضعه السيء.

إن المرحلة التي يعيشها فريق طنجة الأول، بالنظر إلى التحدي الذي رفعه اللاعبون بقيادة هلال الطير وبتركيز عال الشدة لم نلحظه حتى  في أفضل حالات الفريق “رفاهية”،  تتطلب استنفار في نكران الذات وإعادة ترتيب أوراق الفريق الداخلية والتي ستنعكس بالإيجاب على معنويات الفريق وجماهيره، من خلال  قيادات قادرة على إعادة بناء الثقة وتحقيق الاستقرار المالي والإداري.

مواصفات القيادة المنشودة لفريق اتحاد طنجة؟

في غضون الأيام  المقبلة سيلتئم منخرطو فريق اتحاد طنجة لكرة القدم من جديد لعقد جمع عام لانتخاب رئيس جديد للفريق، وهي لحظة فارقة في  تاريخ فارس البوغاز تتطلب منهم التحلي بروح المسؤولية الملقاة على عاتقهم في انتخاب قائد جديد رفقة مكتب مسير قادر على الانتقال من تدبير يقوم على الهواية والعشوائية إلى تدبير  ينحو إلى مقومات التخطيط الاستراتيجي البعيد والمتوسط  والقصير المدى..

فما هي المواصفات المطلوبة في الرئيس المرتقب انتخابه في الجمع العام المقبل لاتحاد طنجة لكرة القدم من بين المرشحين الذين من المحتمل أن يقدموا ترشيحهم؟

  1. قوة الشخصية: ينبغي أن يتحلى الرئيس الجديد بكاريزما قوية، بالنظر لحجم الصعوبات التي ستعترض عمله والتي تتطلب منه الكثير من الحزم والحسم في اتخاذ قرارات قد تبدو مؤلمة في الظاهر لكنها ضرورية لاستئصال الأورام التي يعاني منها جسم النادي والتي عمرت لسنوات طوال..
  2. روح القيادة : يجب أن يتصف الرئيس الجديد بعدد من الصفات القيادية التي تحقق له وللنادي النجاح، وهو أن يكون مدركا للأهداف العامة للنادي الذي يقوده ولديه المهارات والتجارب والخبرات التي تساعده في سير العمل، وأن يتحلى بالأخلاق العالية ليكون قدوة حسنة أمام من يقودهم،  له القدرة على حل المشاكل بأقصر الطرق وأقل التكاليف يثق في نفسه وفي قدراته، ولديه القدرة الفائقة على الإقناع..
  3. الكفاءة الادارية: أن تكون له القدرة على وضع الخطط الواضحة والممكنة التطبيق والمتجانسة مع الإمكانيات المتاحة، وخاصة على مستوى ورش التكوين وورش البنيات التحتية الخاصة بالفريق، وأن تكون له القدرة على تشخيص مشاكل النادي واتخاذ القرارات الصائبة في حلها قدر الإمكان وفي الوقت المناسب..
  4. العمل بروح الفريق : ينبغي أن تكون له القدرة على  التوجيه والتأثير في الآخرين، وأن يتحلى بصفتي الشجاعة والصدق، وأن يكون سلوكه مؤثراً بالإتباع بمعنى أن له القدرة على اجتذاب عناصر فريق العمل واستثارة حماسهم ونشاطهم بنوع من الحكمة والتبصر ، وأن يتقن فن القدرة على  توزيع المهام والوظائف على أعضاء مكتبه المسير انطلاقا من قاعدة  الشخص المناسب في المكان المناسب مع تحليه بقدر كاف من الاستشارة الموسعة  في تدبير الاختلافات بين عناصر الفريق..
  5. الوضوح والشفافية : حينما يغيب الوضوح وتنعدم الشفافية، يفتر الطموح ويقل الإنجاز ويكثر القيل والقال ويزداد الصراع بين الأعضاء والبلبلة في المحيط.. وهو ما ينبغي على الرئيس الجديد تجنبه والابتعاد عنه من خلال الاشتغال في بيئة تكون فيها المعلومة المفيدة متاحة ومفهومة، من أجل تعزيز الثقة بين الرئيس وأعضاء فريقه والمحافظة على تماسك الفريق، عندما يكون القائد شفافًا في تعامله، يشعر الفريق بالأمان والثقة في قدرته على قيادتهم بشكل صحيح..
  6. الاستقلالية عن كل ما هو سياسيوي : هذه الصفة أضحت اليوم ضرورية في الرئيس الجديد بالنظر للاستقطاب الحاد الذي يشهده الصراع على هذا المنصب بين الفرقاء الحزبيين بالمدينة، خصوصا ونحن على بعد أقل من سنتين عن الانتخابات التشريعية، وأي رئيس جديد يحمل لونا سياسيا، سيكون محط خلاف ومعارضة من خصومه السياسيين، حينها قد يؤدي الفريق ثمنه غاليا، لأنه سيكون حلبة لتصفية الحسابات الضيقة والتي سيكون محبو الفريق في غنى عنها في هذه اللحظة الدقيقة، خصوصا وأن هناك تجربة “غير مسيسة”  تم إجهاضها سابقا، حملت معها  عددا من الوجوه الرياضية الخالصة لدفة التسيير والتدبير للفريق الأول، فهل يكون هناك رأي موحد في نجاة الفريق من هذه النكبات من طرف  مُنخرطي الفريق (وهو موضوع لوحده يحتاج إلى تشريح في بنية الانخراط وطبيعة تدبير هذا الملف وخصوصية المدينة بالنظر إلى أنها نموذجها الكروي والجماهيري مُستلهم من الضفة الشمالية للمدينة، وتجارب الانخراط الراقية في فرق عريقة في أوربا وهو الأمر الذي لم نجد له صدى في المدينة المتروبولية طنجة).

 

 

 

الوسوم

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق