العرائش-القصر الكبيرسلايدر الرئيسيةمجتمع
مدارس مهترئة بدون مراحيض ولا ماء بجماعة تزروت وبني عروس بإقليم العرائش (صور)
يقال إن أعظم اختراع خلال 200 سنة الأخيرة هو المرحاض، إلا أن هذا الاختراع يبدو أنه لم يجد بعد طريقه الى عدد من المؤسسات التعليمية بدائرة مولاي عبد السلام باقليم العرائش والتي تضم خمس جماعات وهي جماعة عياشة وبني عروس وبني كرفط وزعرورة وتزروت والتي يدرس بها الآلاف من التلاميذ حيث يجدون أنفسهم مجبرين على التبرز أو التبول في العراء وذلك في غياب “مراحيض” في مؤسساتهم التعليمية و الحديث هنا بالضبط عن فرعية اغبالوا واراريوش واذيار والحصن وادشير وبوسرواس التابعة لجماعة تزروت والرملة وبوجارية وافارنوا التابعة لجماعة بني عروس (المجهزة مؤخرا بمراحيض متنقلة مؤقتة غير موصولة بالواد الحار والماء).
ويشتكي التلاميذ من الحالة المقززة والكارثية لمرافقها الصحية وهي بعيدة كل البعد عن مسمى “مرافق صحية”.
ويضطر التلاميذ والتلميذات وحتى الاطر الدراسية إلى قضاء حاجتهم البيولوجية في مكان خارج الاقسام بالقرب من الوديان والاحراش في مشهد يهز القلوب، فلا يحتاج المرء لكثير من العناء ليدرك من الوهلة الأولى أن غياب المراحيض في أماكن يقضي فيها الأساتذة والتلاميذ أكثر من ست ساعات في اليوم مستمرة، أمر غير تربوي وغير صحي وغير إنساني، مما يستدعي تأملا في مدى احترام وزارة التربية الوطنية لكرامة الإنسان وصيانة حقوقه.
فعشرات المؤسسات المدرسية بدائرة مولاي عبد السلام غير مرتبطة بالماء ولا بالكهرباء والكثير من الاقسام بنوافذ مكسرة وأبواب خشبية معطلة، وأسقف تسرب مياه التساقطات المطرية، التي تتقاطر على رؤوس التلاميذ ومدرسيهم، معظم المدارس بلا سكن وظيفي، وما هو متوفر غير صالح للسكن، ولا سياجات ولا فضاء رياضي.
هذه الوضعية تجعل من تحقيق شعار (من أجل مدرسة عمومية ذات جودة للجميع) المعتمد من قبل وزارة التربية الوطنية برسم الموسم الدراسي 2024/2025 ، واقع بعيد كل البعد عن التحقيق والتنزيل على أرض الواقع بمدارس التعليم العمومي بالجماعات التابعة لدائرة مولاي عبد السلام بإقليم العرائش ،هكذا تبدو حالة هذه المجموعات المدرسية المنتمية للمغرب العميق في ظل المخطط الاستعجالي الذي يعتبر جودة البنيات التحتية للمؤسسات التربوية الحجر الأساس للإقلاع بالمنظومة التربوية.