سلايدر الرئيسيةسياسة

أكاديميون وخبراء يسلطون الضوء على آليات حماية الغابات الحضرية بطنجة

سلطت مائدة مستديرة نظمها مركز ابن بطوطة للدراسات وأبحاث التنمية المحلية، الجمعة بطنجة، الضوء على موضوع “أية حماية لغاباتنا الحضرية”، بحضور أكاديميين وخبراء وفاعلين مدنيين.

وأبرز المشاركون في اللقاء ،المنظم بمناسبة اليوم العالمي للبيئة الذي يصادف الـخامس من يونيو من كل سنة ، ما تتميز به مدينة طنجة من غابات حضرية أصبحت بفعل الضغط الكبير للساكنة والتعمير بمحاذاة الأحياء السكنية.

وسجل المتدخلون التمدد العمراني الذي يؤثر على المحيط البيئي والغابات المحيطة ، التي تشكل ذاكرة مشتركة لدى ساكنة طنجة،، مؤكدين على أهمية دور المجتمع المدني في المساهمة في حماية الغابة الحضرية باعتبارها مرفقا أساسيا لعيش الساكنة.

وفي هذا السياق، نبه عدنان معز، رئيس مركز ابن بطوطة للدراسات وأبحاث التنمية المحلية إلى ما وصفه بـ”زحف الإسمنت وارتفاع النمو الديموغرافي للحواضر بالمغرب والهجرة من القرى نحو المدن، وما نجم عنه من خلل على مستوى الإيكولوجي، بما يشمله من تراجع للغطاء النباتي والغابوي على مستوى الحواضر، وما يطرحه من إشكاليات صحية ونفسية واقتصادية وغيرها مما تعانيه الحواضر”.

وأكد معز، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على أهمية خلق التوازن بين التوسع العمراني والتنمية المستدامة بمختلف مكوناتها، في ظل تراجع المساحات المشمولة بعمليات التشجير وما إلى ذلك، مع ضمان التطور الأمثل للاقتصاد والتنمية .

ودعا المتحدث ذاته إلى ضرورة تنزيل الترسانة القانونية التي تحمي الثروة الغابوية، مع العمل بفاعلية لتوفير مرافق بيئية تناسب تطلعات الساكنة ، من مناطق خضراء وحدائق ومنتزهات.

من جهته، ذكر أحمد نقوب، الأستاذ الزائر بالكلية متعددة التخصصات بالعرائش، بمصادقة المملكة المغربية على مجموعة من الاتفاقيات الدولية التي تهتم بالمجال البيئي والغابوي والتنمية المستدامة.

وتوقف نقوب، في مداخلة له، عند تأثير التوجه الاقتصادي والصناعي لمدينة طنجة بشكل مباشر وغير مباشر على النظام البيئي، بما يواكبه في المقابل من دينامية لتوفير حماية للغابة.

ورأى الباحث أن “النظام البيئي الغابوي يتعرض لضغوطات كبيرة ناجمة عن الأنشطة البشرية، من إفراط في استغلال الموارد الغابوية، والتوسع العمراني، إلى جانب انعكاسات التغيرات المناخية”، مشيرا إلى جملة من الإشكاليات القانونية التي تواجه حماية الثروة الغابوية والتي يجب تضافر الجهود لمواجهتها .

من جهته، تطرق عبد الوهاب إيد لحاج، الخبير الدولي في تثمين التراث الثقافي والطبيعي، لتجربة إدارة وتدبير الحصون الحضرية والمناظر الطبيعية بإسبانيا وفرنسا، مبرزا أوجه الاختلاف بين تجربة البلدين في استثمار الفضاءات الطبيعية بما في ذلك الغابات الحضرية.

وفي السياق ذاته ، استعرض إيد لحاج، في مداخلة له، بعضا من العناصر المرتبطة بهذا الجانب، ومنها التخطيط الحضري المتكامل، وتوفير الحماية القانونية لهذه الفضاءات الطبيعية، إلى جانب الحفاظ عليها عبر الترميم والصيانة المستمرة ، مع الترويج للسياحة المستدامة، والتثقيف والتوعية بأهميتها.

من جانبه، استحضر عبد الرحيم بلشقر، الصحفي والفاعل المدني ، دور المجتمع المدني في الترافع لحماية الغابات الحضرية بطنجة، وتفاعل السلطات المحلية من خلال اتخاذ القرارات الكفيلة بحماية الفضاءات الغابوية بالمدينة.

وسجل بلشقر، في مداخلته، تزايد وتنامي الوعي لدى ساكنة المدينة، وهو ما تعكسه التبليغات المستمرة للمواطنين بمدينة طنجة وضواحيها عن رصد محاولات القيام بممارسات غير قانونية تمس بالمجال الغابوي والبيئة عموما.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق