يواصل المزارعون الإسبان عمليات اعتراض الشاحنات المغربية المحملة بالخضر والفواكه المتجهة صوب الأسواق الإسبانية، والتي كلفت خسائر فادحة للموردين المغاربة، وسط صمت حكومة أخنوش على هذه الانتهاكات.
وأكد المتضررون من هذه الأعمال، أن المزارعين الإسبان يتقصدون الشاحنات الوافدة من المغرب دون غيرها، إذ يتم إيقافها وتفريغ حمولتها وإتلافها، فيما تكمل باقي الشاحنات القادمة من دول مختلفة نحو وجهتها دون اعتراض.
وتساءل أحد سائقي الشاحنات في فيديو مصور من عين المكان عن دور الجهات المغربية المسؤولة في حل هذه الأزمة، خصوصا وأن عمليات التخريب هذه لا تحضى بالتأمين.
ويطرح هذا الوضع أسئلة موجهة لحكومة أخنوش التي لم تتخذ لحد الساعة أي إجراءات ملموسة لحماية الصادرات الوطنية.
في السياق ذاته، انتقد وزير الخارجية ، ناصر بوريطة، أمس الاثنين، اعتراض شاحنات تقل بضائع محلية تجاه الأراضي الأوروبية.
جاء ذلك في كلمة لوزير الخارجية ناصر بوريطة، في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة الرباط، مع نظيره الفرنسي ستيفان سيجورني.
ومنذ أيام، يعترض مزارعون إسبان وفرنسيين شاحنات مغربية محملة بالخضار تتجه نحو أوروبا أو إلى السوق المحلية، وسط تصاعد احتجاجات مزارعين في دول أوروبية للمطالبة بحقوق معيشية ومالية ووقف سياسة الإغراق بالمنتجات الأوكرانية والأجنبية الرخيصة.
وأوضح بوريطة أن الضغط على المنتجات القادمة من جنوب المتوسط نحو دول الاتحاد الأوروبي أمر غير منطقي.
ولفت الانتباه إلى أن هناك اعتراض للمنتجات الزراعية القادمة من الجنوب، معتبرا أن الاتحاد الأوروبي لديه فائض مع المغرب بنحو 600 مليون أورو في القطاع الزراعي على اعتبار أن الاتحاد يصدر أكثر تجاه المغرب المنتجات الزراعية.
ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي يحقق فائضا بنحو 10 ملايين يورو في مبادلاته التجارية مع المغرب.
ويرى بوريطة أن الفضاء المتوسطي يعرف حاليا العديد من الأزمات.
وقال بوريطة: “ما يقلقنا أكثر هو سياسة الخوف والرفض التي توجد بالفضاء المتوسطي، حيث انتقل الإشكال من قضايا الهجرة إلى مختلف الأمور التي تأتي من الجنوب”.
ويرى بوريطة أن هناك ضغطا بشمال المتوسط، من أجل جعل كل السياسات ترى أن كل ما يأتي من الجنوب المتوسط يشكل أزمة.
