ثقافة وفنسلايدر الرئيسيةطنجة أصيلة
المؤرخ “عبد الله بوصوف” يفتتح منتدى ثقافي بمناسبة مائوية تدويل طنجة
افتتحت، اليوم الجمعة بالمركز الثقافي أحمد بوكماخ بطنجة، أشغال الدورة الأولى لمنتدى طنجة الدولي حول موضوع “مائوية تدويل مدينة طنجة .. من طنجة الدولية إلى طنجة الكبرى”، المنظم من طرف مؤسسة لحظات طنجة لتثمين الذاكرة بشراكة مع المديرية الجهوية للثقافة وجماعة طنجة.
ويسعى المنتدى، الذي يتميز بحضور أكاديميين ومسؤولين ومهتمين بالمجال التاريخي، إلى إبراز نماذج التدويل في العالم خلال القرن 19 الميلادي، وبداية القرن العشرين، واستعراض السياق التاريخي لتدويل طنجة منذ أواخر القرن التاسع عشر، إلى غاية التوقيع على معاهدة تدويل المدينة سنة 1923.
ويهدف اللقاء أيضا إلى الوقوف عند المسار الدبلوماسي والقانوني والتجاذبات المختلفة ما بين القوى الإمبريالية التي كانت تطمح إلى السيطرة على المدينة، كما يقف عند مختلف الاتفاقيات والقوانين المؤطرة لنظام التدويل ومبادئه وخصائصه ومكوناته ومختلف التعديلات التي طرأت عليه.
في هذا السياق، قال يونس الشيخ علي، رئيس مؤسسة لحظات طنجة، أن المنتدى فرصة لتقديم صورة مشرفة حول المملكة وما تزخر به مدينة طنجة من تاريخ عريق ومتنوع في عدد من المحطات ومنها فترة تدويل المدينة، ولتثمين كل ما له علاقة بذاكرة المدينة، ومن أبرزها زيارة السلطان محمد بن يوسف يوم 9 أبريل سنة 1947، وكيف أوصل رسالته وفرض الأمر الواقع على الإدارة الدولية والإقامة العامة الاسبانية والفرنسية، مفادها أن المغرب موحد.
وأضاف الشيخ علي، في تصريح للصحافة بالمناسبة، أن “مدينة طنجة أصبحت اليوم أكثر من مدينة دولية لكونها قبلة لعدد من المستثمرين والسياح من مختلف دول العالم، ولتوفرها على بنيات تحتية جد مهمة وبمواصفات عالمية، وتنافس مدنا وعواصم أوربية”.
وتميز افتتاح أشغال المنتدى بمحاضرة ألقاها عبد الله بوصوف، المؤرخ والأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، حول موضوع “طنجة.. شذرات من التاريخ والدبلوماسية والعمل الوطني والبعد الحضاري المتوسطي والعالمي”.
وأبرز بوصوف بأن مدينة طنجة كانت خلال الحقبة الدولية من تاريخها نقطة جذب للمفكرين والعلماء والصحافيين والجواسيس وغيرهم، موضحا أن تدويل المدينة الذي امتد من سنة 1923، إلى سنة 1956، كان الهدف منه عزل المدينة عن محيطها الديني والروحي والاجتماعي.
وسجل أن تدويل المدينة جرى بالنظر لما تتمتع به من موقع جغرافي استراتيجي بإطلالتها على البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، وهو ما جعل منها مدينة متفردة، داعيا إلى استثمار خصوصيات المدينة وتسويقها عالميا.
وأكد المتحدث ذاته أن مدينة طنجة استطاعت أن تصهر مجموعة من العناصر التي جعلت منها أرضية لتأسيس مدينة عالمية بتنوع ديني وإثني وثقافي، لتجعل من خلال مقوماتها من النقمة نعمة، معتبرا أن طنجة ممتدة في التاريخ والزمان والحضارة، وتقدم نموذجا مختلفا من خلال تثمين التعايش والتسامح والاحترام الإنساني.
وجرى بالمناسبة، افتتاح معرض ذاكرة طنجة الدولية، حيث قدمت بالمناسبة شروحات بخصوص الوثائق التاريخية المعروضة التي تؤرخ للفترة الدولية التي عاشتها مدينة طنجة.
ويشكل المنتدى مناسبة لإبراز مميزات الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية بطنجة إبان فترة نظام التدويل، ومحاولة فهم آليات تحول المدينة إلى مركز تجاري ومالي عالمي، ومعقل لعمل الوطنيين ورمزا للوحدة الوطنية وتلاحم العرش بالشعب والحركة الوطنية خاصة بعد الزيارة التاريخية للمغفور له جلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه إلى مدينة طنجة سنة 1947، ثم التغيرات التي طرأت على المدينة بعد الاستقلال، وصولا إلى منجزات العهد الجديد تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، والتي ارتقت بالمدينة لتصبح مركزا لوجستيا عالميا.