نظم النادي الملكي للسيارات بطنجة، بشراكة مع المجلس العلمي المحلي بطنجة ومؤسسة عبد الله كنون للثقافة والبحث العلمي وجمعية تراث للمحافظة على التراث المغربي والإسلامي، اليوم السبت بطنجة، ندوة حول تحت شعار “تجليات الرحمة في مولد خير البرية”.
ويأتي تنظيم الندوة ضمن الاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف، وإبراز السيرة والسنة النبويتين، وغرس القيم النبيلة في نفوس الشباب، والحث على التشبث بالقيم العالية التي جاء بها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي هذا السياق، استحضر محمد كنون الحسني، رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة طنجة تطوان الحسيمة قيمة الرحمة التي عبر عنها المغاربة خلال الزلزال الذي ضرب عددا من أقاليم المملكة، معتبرا أنه في خضم هذا الحدث الجلل بدت هذه القيم الرفيعة التي جاء بها ديننا الحنيف.
وأكد السيد الحسني أن أول أمر ركز عليه النبي صلى الله عليه وسلم هو مبدأ الأخوة الإسلامية، من منطلق الحديث النبوي الشريف “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”، ثم زكى هذا المعنى وشرحه في حديث آخر حين قال “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
وأبرز أنه في مجتمعنا المغربي، جسدنا هذه القيم العالية في تضامننا وتعاوننا مع إخواننا المصابين كل بحسب استطاعته، مما يؤكد أن لهذه القيم لها تطبيق وحضور في مجتمعنا، واحتفاؤنا اليوم هو احتفاء بهذه القيم وترسيخ لها في صدور أبنائنا وفي الأجيال القادمة حتى نستمر في هذا النهج.
بدوره، اعتبر عبد الخالق أحمدون، رئيس المجلس العلمي المحلي بطنجة، أن إحياء المملكة المغربية لذكرى المولد النبوي الشريف هذه السنة يخيم عليه الحزن والأسى جراء زلزال الحوز.
وقال السيد أحمدون في مداخلة له “إننا نعيش في جو من التضامن والتآزر والهبة الشعبية، وهي من تمظهرات الرحمة في ظل الحياة المعاصرة وإيقاعها السريع والعقلية الاستهلاكية والمادية التي تعزل الرحمة عن إطارها الديني”.
من جهته، أبرز الأستاذ عمر قرباش احتفاء المسلمين بذكرى المولد النبوي الشريف ومراعاتهم لها في إيثار وطواعية، وإقبالهم على إقامة الحفلات التي تتمازج فيها القصائد والدروس والخطب، واستحضارهم لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وشمائله تعبيرا عن حبهم له وتعلقهم به وعزتهم به.
وتوقف عند ما تشكله هذه المناسبة الدينية من فرصة لتعزيز الوحدة والترابط الاجتماعي، مشيرا إلى تفاوت طرق الاحتفال والتقاليد من منطقة إلى أخرى، لكنها تشمل عناصر مشتركة تهدف إلى تعزيز الوعي الديني والتلاحم الروحي.
وتتواصل هذه الفعالية الدينية، الأحد، بتنظيم أمسية للمديح والسماع تحييها مجموعة تراث المديح والسماع برئاسة يونس قرباش، وتتخللها قراءات شعرية يلقيها محمد ياسين العشاب وفيصل البقالي.
