سلايدر الرئيسيةكوكتيل

ألم يحن الوقت لمراجعة مباريات الولوج إلى الدراسات الطبية؟

 

الأستاذ أحمد غسان الأديب (بتصرف) ترجمة الدكتور عزيز سدراوي:

العشرات من الالاف من المترشحين قاموا يوم السبت صباحا باجتياز مباراة الولوج الى كليات الطب و الصيدلة بمختلف مدن المملكة، و هدا على بعد فقط شهرين من اجتيازهم لامتحانات الباكالوريا.

مباراة اخرى لتقييم او اعادة تقييم نفس المهارة: حفظ المعارف.

وذلك بنفس الطرق الاختبارية، ليس فقط هدا و لكن عن طريق اختبارات ترتكز اساسا على المعارف و القواعد في علوم الرياضيات و علوم الفزياء.

السؤال الذي يطرح نفسه و بشدة، هل يتوافق مع نوع هاته الدراسة المقبلين عليها؟ هل يتوافق مع التعريف المطلوب في شخصية الطبيب الذي نريده لمجتمعنا؟ أليس هدا هدر للوقت؟

أكيد الجواب معقد.

في رأيي الشخصي المتواضع، بالنسبة لدراسة الطب، فمن الواضح بل من الثابت اننا في حاجة الى اختيار اطباء المستقبل ليس فقط انطلاقا من قدراتهم الأكاديمية و المعرفية و الذهنية خصوصا في العلوم البيولوجية و البيوفزيائية، و إنما ايضا من خلال مقوماتهم الشخصية و العملية و المجتمعية و الانسانية.

هاته الخصائص مهمة جدا بل و ضرورية لكي يتمكن الطبيب من ربط تواصل قوي و عاطفي في كثير من الاحيان مع المريض، و هي صفة جد حيوية من اجل تقديم علاجات في المستوى.

لأن الطب و منذ الازل هو،اكيد، عبارة عن علوم انسانية و اجتماعية بامتياز.

لأننا في دراساتنا كأطباء، نؤمن بأن في الطب العام يمثل الطبيب خمسين بالمائة من وصفة علاج المريض.

إذن ، فإنه لمن المستعجل ان يعاد النظر في آليات و طرق الولوج الى هاته الدراسات، و ذلك عن طريق تبني مقاربة متعددة الوسائط يكون من بينها التوجه نحو تقييم و اعادة تقييم القدرة على معرفة المفاهيم و المبادئ التي تعتمد عليها العلوم الطبيعية، العلوم الانسانية و العلوم المجتمعية، القدرة على حل الاشكاليات وليس فقط المشكلات، القدرة على التحليل و القدرة النقد و الانتقاد.

انه لمن الضروري ان نتبنى طريق تهدف الى التقييم الذاتي(قوة المهارة او المهارة الناعمة) كما يطلق عليها بالانجليزية

(soft or power skills)

و ذلك عن طريق تقييم الحالات لنتمكن من تشخيص سلوكات المترشحين مستقبلا اتجاه هاته المهنة الانسانية في المرتبة الاولى، ثم تحديات المستقبل خصوصا فيما يخص التقدم المهول للتكنولوجيا الحديثة و الذكاء الاصطناعي.

تقييم يرتكز على معايير جد موضوعية و تستند الى المحفزات الحقيقية لكل مترشح.

كل ذلك من اجل الاختيار الانسب للمترشح الذي يتوفر على كل الشروط اللازمة في مثل هاته مهنة.

الشفافية، الحيادية لا يجب ان نذكر بها و الا لا فائدة من هذا كله، ثم ممكن اعطاء الاولوية او على الاقل الاحد بعين الاعتبار التجارب و الاعمال الخيرية الانسانية والمجتمعاتية.

في الاخير،

فمن خلال اعتماد نهج أكثر شمولية وتقدير المهارات البشرية بحجم المعرفة الأكاديمية ، سنضمن تدريب جيل من الأطباء المغاربة الأكفاء “والمتعاطفين” والمستقبليين.

حان الوقت لأنسنة الطب ، ويبدأ هذا التحول في تغيير طرق الولوج لكليات الطب لدينا.

الوسوم

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق