سلايدر الرئيسيةسياسة

الإعلان المشترك الكامل بين المغرب وإسبانيا عقب الاجتماع رفيع المستوى برئاسة سانشيز وأخنوش

أعرب رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ونظيره الإسباني بيدرو سانشيز، اليوم الخميس بالرباط، عن ارتياحهما للدينامية الجديدة التي تشهدها العلاقات بين المغرب وإسبانيا.

وأبرز أخنوش وسانشيز، خلال ندوة صحفية مشتركة عقب اختتام أشغال الدورة الثانية عشرة للاجتماع رفيع المستوى المغرب – إسبانيا، الذي ترأساه، الاتفاقات الموقعة بين الجانبين خلال هذا الاجتماع، والتي تغطي مجالات متعددة، وتجسد هذه الدينامية المتجددة التي تم إطلاقها في أبريل الماضي عقب الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الإسبانية إلى المغرب بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وفي هذا الصدد، أكد  أخنوش أن هذا اللقاء يترجم العلاقات التاريخية وأواصر الصداقة والشراكة الاستراتيجية الثنائية، التي يرعاها قائدا البلدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وصاحب الجلالة الملك فيليبي السادس.

كما أعرب عن ارتياحه “الكبير للدينامية المتجددة التي تعرفها العلاقات الثنائية، والانخراط القوي للمملكة الإسبانية في الإرادة المشتركة للبلدين، من أجل الدفع قدما بالعلاقات بين مدريد والرباط إلى أبعد الحدود”، منوها بمستوى أهمية وحجم الوفد الرسمي الكبير الذي يرافق رئيس الحكومة الإسبانية، وكذا عدد الفاعلين الاقتصاديين الإسبان، ورجال ونساء الإعلام المشاركين في هذه الدورة.

وسجل، في هذا الإطار، أن اختيار شعار “شراكة متميزة، متجهة بثبات نحو المستقبل”، لهذه الدورة، يجسد رغبة الجانبين في تكريس حوار شفاف ودائم، مبني على الثقة، والاحترام المتبادل في التعامل مع كل القضايا ذات الاهتمام المشترك.

من جهة أخرى، أعرب رئيس الحكومة عن ارتياحه لموقف المملكة الإسبانية من القضية الوطنية الأولى، المساند للمبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء المغربية، التي تقدم بها المغرب في 2007، واعتبارها الأساس الأكثر جدية، والأكثر واقعية وذات مصداقية لحل هذا النزاع المفتعل.

وبخصوص عدد ونوعية اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم التي جاءت في هذا الاجتماع، أبرز السيد أخنوش أنها تبين حرص البلدين على تعزيز الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية، لافتا إلى أن العلاقات الاقتصادية بين المملكتين تتجاوز ما هو ظرفي إلى ما هو هيكلي، مما يفتح آفاقا لمشاريع مستقبلية، ستعود بالمنفعة على البلدين في مختلف المجالات الاستراتيجية.

وفي هذا الصدد، ثمن رئيس الحكومة مضمون المكالمة الهاتفية التي أجراها جلالة الملك مع رئيس الحكومة الإسبانية، مبرزا أن هذا الأمر سيفتح آفاقا كبيرة للعلاقات بين المملكتين، وسيدفع في اتجاه تنوع استراتيجي جديد، ستظهر ثماره في الشهور القادمة، للمضي بالعلاقات إلى الأمام، لما فيه خير للبلدين.

من جهته، أكد السيد سانشيز أن الدورة الحالية تكتسي طابعا استثنائيا، باعتباره أنها الأولى من نوعها منذ ثماني سنوات، ولأنها شهدت توقيع عدد غير مسبوق من الاتفاقيات؛ حوالي عشرين اتفاقية، إلى جانب اعتماد إعلان مشترك يتناول شتى أبعاد العلاقات الثنائية في هذه المرحلة الجديدة.

وأضاف أن الاجتماع رفيع المستوى يكتسي طابعا خاصا أيضا لأنه “يرسي أسس العلاقة التي نريدها لإسبانيا والمغرب في الحاضر والمستقبل؛ علاقات تقوم على الثقة والالتزام بما تم الاتفاق عليه والاحترام والحوار الدائم”.

وأبرز أن النتائج التي تحققت اليوم تجسد الأهمية التي يوليها البلدان للعلاقات الثنائية وتعكس بوضوح طبيعتها الاستراتيجية، مسلطا الضوء، في هذا الصدد، على توقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات متعددة من قبيل الاستثمار والانتقال الطاقي والهجرة والثقافة والتعليم والتكوين المهني وغيرها.

وفي هذا الصدد، أكد رئيس الحكومة الإسبانية أن إسبانيا تسعى إلى أن تكون مستثمرا مرجعيا للمغرب، مشيرا إلى التوقيع خلال المنتدى الاقتصادي المغربي الإسباني، على بروتوكول تمويل جديد بقيمة 800 مليون أورو يهم مشاريع مشتركة بالمغرب بغية تحفيز الاستثمارات في شتى القطاعات الاستراتيجية، بما يسهم في خلق الثروة وفرص العمل في البلدين.

واعتبر السيد سانشيز أن اجتماع اليوم يمثل علامة فارقة لإسبانيا والمغرب، بحيث أنه يأتي ليرسخ هذه المرحلة الجديدة في العلاقات بين البلدين.

وخلص إلى القول إن المغرب وإسبانيا أكثر من مجرد جارين، وأنهما يتطلعان إلى المستقبل برغبة مشتركة في الاستجابة للطموحات وتحقيق التوافق النهائي بين البلدين.

يشار إلى أن أشغال هذا الاجتماع رفيع المستوى المغربي- الإسباني، الذي انعقد تحت شعار “شراكة متميزة، متجهة بثبات نحو المستقبل”، بمشاركة وفد إسباني هام إلى جانب عدد من أعضاء الحكومة المغربية، تميز على الخصوص، باعتماد الإعلان المشترك لهذه الدورة، وتوقيع نحو عشرين اتفاقية بين البلدين تهم عددا من مجالات التعاون.

الإعلان المشترك كاملا:

يعرب المغرب وإسبانيا عن التزامهما باستدامة العلاقات الممتازة التي جمعتهما على الدوام، ويؤكدان رغبتهما في إثرائها باستمرار. وفي هذا السياق، تدرج إسبانيا والمغرب تعاونهما في إطار معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون والحوار السياسي المعزز المنبثقة عن البيان المشترك الصادر في 7 أبريل 2022، القائمة على مبادئ الشفافية والحوار الدائم، والاحترام المتبادل، وتنفيذ الالتزامات والاتفاقيات الموقعة من قبل الجانبين، والتي تم التطرق فيها إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك، بروح من الثقة، بعيدا عن الأعمال الأحادية أو الأمر الواقع.

وحسب إعلان مشترك توصل “شمالي” بنسخة منه، فقد أكد الجانبان أن هذا الاجتماع رفيع المستوى شكل فرصة لاستعراض أهداف خارطة الطريق والنتائج المرضية التي تم تحقيقها من جهة، ومن جهة أخرى، لتجديد عزم البلدين على العمل، بشكل مشترك، من أجل مواصلة هذه الدينامية الجديدة، الضرورية لرفاهية البلدين وازدهار المنطقة بأسرها. وفي هذا الصدد، رحب الجانبان بالعمل المنجز من قبل كافة فرق العمل، مجتمعة ووظيفية، ولاسيما الجهود المبذولة والانخراط المعبر عنه من كلا الجانبين، بهدف تحقيق الأهداف المحددة في خارطة الطريق المذكورة، الداعية إلى مواصلة المناقشات في إطار هذه الفرق.

وتجدد إسبانيا والمغرب التزامهما بحماية وضمان حقوق الإنسان، كقاعدة لا محيد عنها للتعايش الديمقراطي وسيادة القانون والحكامة الجيدة، ويتفقان على تعزيز تعاونهما في هذا المجال خلال المرحلة الجديدة من العلاقات الثنائية.

وتنوه إسبانيا بدينامية الانفتاح والتقدم والحداثة التي يشهدها المغرب، في ظل القيادة المستنيرة والفاعلة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي تتميز، بالخصوص، بالنموذج التنموي الجديد، والجهوية المتقدمة، والاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، والورش الجديد للتضامن الاجتماعي. وتعتبر إسبانيا المغرب فاعلا على المستويين الإقليمي والدولي، يحظى بالمصداقية والصوت المسموع، والذي يضطلع بدور حاسم من أجل الاستقرار والسلام والتنمية في منطقة المتوسطية، ​​وفي الأطلسي وفي منطقة الساحل والصحراء وفي إفريقيا.

وينوه المغرب بالإشعاع الدولي متعدد الأبعاد لإسبانيا، وبإسهاماتها المتعددة من أجل الاستقرار والسلام والتنمية المستدامة على الصعيدين الإقليمي والدولي. ويؤكد على الأهمية التي يوليها للرئاسة الإسبانية لمجلس الاتحاد الأوروبي خلال النصف الثاني من السنة الجارية 2023، ولا سيما لتعميق علاقات المغرب المتميزة مع الاتحاد الأوروبي ولتعزيز العلاقات الأورو-متوسطية، والأوروبية العربية، والأوروبية الإفريقية.

ويؤكد الجانبان أهمية قمة حلف شمال الأطلسي في مدريد كلحظة تاريخية في علاقة الحلف مع الضفة الجنوبية، التي يقوم فيها المغرب بدور مهم من خلال مشاركته في الحوار المتوسطي.

ويثمن المغرب دور إسبانيا في إطار مجموعة العشرين من أجل الانتعاش الاقتصادي العالمي، وكذا علاقاتها المتميزة مع أمريكا اللاتينية، والكرايبي والمجموعة الإيبيرية الأمريكية.

بخصوص قضية الصحراء، تجدد اسبانيا موقفها الذي ورد في الإعلان المشترك بتاريخ 7 أبريل 2022، عقب اللقاء بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية السيد بيدرو سانشيز.

ضمن هذا البعد الأورومتوسطي، يؤكد الجانبان على الدور المركزي للاتحاد من أجل البحر الأبيض المتوسط باعتباره المنظمة الوحيدة التي تضم كافة بلدان المنطقة على قدم المساواة، والتي تهدف إلى النهوض بكافة أوجه مسلسل برشلونة بشكل منسجم، بالاعتماد على بنيتها التنظيمية، وعلى ميزانية متنامية. وفي هذا الصدد تدعو إسبانيا والمغرب كافة بلدان المنطقة إلى المساهمة بشكل فعال في المسلسل الأورو-متوسطي، بما في ذلك من خلال مساهماتها في ميزانية الاتحاد من أجل البحر الأبيض المتوسط.

تواصل اسبانيا والمغرب العمل في إطار التعاون الوثيق من أجل تطوير التعاون بين مجلس أوروبا والمغرب بهدف التقريب بين المعايير المغربية والمعايير الأوروبية في جميع الميادين.

تجدد اسبانيا دعمها الكامل ومساندتها الفعالة للبرنامج الوطني للمغرب مع منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OCDE)، والذي يعتبر نجاحا ويضع المغرب كرائد في مجال التعاون مع المنظمة، من خلال الانخراط في آلياتها القانونية والمشاركة في لجانها، وعبر دعم السياسات الاقتصادية الوطنية التي تشجع التنمية المستدامة.

يشيد الطرفان بمساهمة المغرب، كمراقب مشارك، في مؤتمرات القمة الإيبيرية- أمريكية، وهو ما يعكس قوة وحيوية الوشائج الثقافية بين المغرب والدول الأعضاء في المؤتمر الإيبيرو- أمريكي.

قدمت اسبانيا عرضا بخصوص ترشيح مدينة مالقة لتنظيم المعرض الخاص سنة 2027 تحت شعار “العهد الحضري: نحو مدن مستدامة”.

حكامة الشراكة الثنائية

تشيد الحكومتان بأشغال اللجنة المكلفة بتنزيل الإعلان المشترك الذي تم توقيعه في 7 أبريل 2022، والتي تم التنصيص عليها في الفقرة 16 من الإعلان والتي يترأسها وزيرا الشؤون الخارجية، ويشجعان استمراريتها.

يرحب البلدان بتوقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بمناسبة هذا الاجتماع الرفيع المستوى.

البعد الدبلوماسي – الاستراتيجي

تؤكد الحكومتان على تمسكهما بالحفاظ على العلاقة بين المغرب والاتحاد الأوروبي وتعزيزها.  وتعربان عن إرادتهما في زيادة تطوير الوضع المتقدم للمغرب لدى الاتحاد الأوروبي، حيث يعد مجلس الشراكة المقبل مناسبة هامة في هذا الصدد.

تتعاون اسبانيا والمغرب بشكل نشيط من أجل النهوض بالمبادرات الكبرى للبرنامج الاقتصادي والاستثمارات لفائدة الجوار الجنوبي للاتحاد الأوروبي، ولاسيما في مجال التمويل المشترك للاستثمارات المبرمجة من طرف صندوق الاستثمار الاستراتيجي بالمغرب بهدف مواكبة وتسريع الانتقال الأخضر وتطوير أنظمة الحماية الاجتماعية للمجموعات الأكثر هشاشة ومساهمة المغرب في برنامج البحث آفاق أوروبا وتمويل بنياته التحتية الرقمية، وتطوير الطاقات المتجددة، والمبادرة المغربية ” الجيل الأخضر”، وتنمية المناطق القروية.

يؤكد البلدان على أهمية تعزيز التعاون بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط ويجددا التأكيد على التزامهما بمواصلة بناء فضاء مشترك للسلام والازدهار والاندماج. كما يرحبان بتعاونهما في إطار الحوار في غرب البحر الأبيض المتوسط “5 + 5”.

تجدد اسبانيا والمغرب التزامهما اتجاه أشغال مجموعة التعاون للشركاء المتوسطيين في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي تجمع 63 دولة من ثلاث قارات حول تصور شامل للأمن.

يجدد الطرفان التعبير عن التزامهما من أجل السلام والاستقرار، والتنمية المستدامة، وحقوق الانسان، ولاسيما في إطار الأمم المتحدة. وشددا على التزامهما الخاص بمحاربة الإرهاب الدولي، وهو الأمر الرئيسي للأمن والاستقرار بالمنطقة الأورو متوسطية وعلى الصعيد العالمي. ويؤكد البلدان عزمهما على تقوية تعاونهما في مجال محاربة الإرهاب. وسيواصلان العمل المشترك وفي إطار الأمم المتحدة من أجل تطوير الجهود الدولية في مجال محاربة الإرهاب وتمويله.

يعبر البلدان عن إدانتهما الشديدة للأعمال الإرهابية، سواء كانت داخل أو خارج أراضيهما، وكذا لجميع أشكال العنف التي تهدد حقوق وحريات المواطنين. وتعرب إسبانيا والمغرب عن ارتياحهما للنتائج التي تم تحقيقها في مجال محاربة الإرهاب.

يتفق البلدان على تكثيف تعاونهما في مجال محاربة الهجرة غير الشرعية، ومراقبة الحدود ومكافحة الشبكات وإعادة قبول الأشخاص في وضع غير قانوني. ويشير البلدان إلى أن محاربة الشبكات الإجرامية للهجرة غير القانونية يتطلب أيضا التذكير بالمسؤولية المنوطة بدول الجوار وبلدان المنشأ، والاتحاد الأوروبي من أجل التصدي لهذه الظاهرة.

يعترف البلدان بالمساهمات الإيجابية المتعددة التي تقدمها مجتمعات المهاجرين إلى كل من البلدان المضيفة وبلدانهم الأصلية على حد سواء. ويلتزمان بشكل كامل بمكافحة كل أشكال العنصرية، وكراهية الأجانب وأي تمييز آخر ضد السكان المهاجرين.

ترحب إسبانيا بالتعاون العملي الفعال الذي يربطها بالمغرب في مجال الهجرة الدائرية والنظامية، والذي تحول لنموذج على المستوى الدولي.

تبرز الحكومتان أهمية الجهود المبذولة في مجال الهجرة، ولا سيما في إطار ميثاق مراكش ومسلسل الرباط. وتجددان ارتباطهما المشترك بحركة دينامية تسمح بالمرور السلس والمنظم للأشخاص.

يرحب الطرفان بروح التفاهم والتعاون التي سادت مشاركتهما في المؤتمر الوزاري لمسلسل الرباط الذي انعقد في قادس يومي 13 و14 دجنبر 2022، والذي تميز بتسليم الرئاسة بين البلدين، كما تم الاتفاق عليه في الإعلان المشترك لسابع أبريل 2022.

كما عبرا عن ارتياحهما لتعاونهما وتنسيقهما خلال “عملية عبور المضيق/مرحبا”، بعد الجائحة سنة 2022. وقد تمكنت هذه العملية المشتركة من تسهيل تنقل نحو ثلاثة ملايين مسافر و700 ألف عربة، وهو ما يجعل منه إحدى ا أكبر برامج تدبير تنقل الأشخاص في العالم.

البعد الاقتصادي

يسجل الطرفان بتقدير، التطور الملحوظ للشراكة الاقتصادية بين المغرب وإسبانيا، والتي ضخت دينامية جديدة في المبادلات التجارية بفضل القرب الجغرافي، والمندرجة في إطار إعادة تشكيل السياق الجيوسياسي العالمي. وعبرا عن إرادتهما في تعميقها بهدف إدماج أكبر ومربح للطرفين للسلاسل ذات القيمة، وهو ما من شأنه أن ينعش التطور الاقتصادي ورخاء المواطنين.

لا تزال إسبانيا الشريك التجاري الرئيسي للمغرب وذلك منذ سنة 2012. كما أن المغرب يعد الشريك الثالث لإسبانيا خارج الاتحاد الأوروبي.

يلتزم البلدان بإنعاش التبادلات التجارية والاستثمارات، من أجل تنفيذ مشاريع تنموية مشتركة في إطار شراكة رابح-رابح، مستفيدين في ذلك من الميثاق الجديد للاستثمار الذي اعتمده المغرب حديثا، والذي يتلاءم مع التحولات المؤسساتية، والاقتصادية، والاجتماعية والسياسية، والرامي إلى جعل المملكة وجهة استثمارية دولية، من خلال توفير فرص حقيقية في القطاعات الاستراتيجية.

بهدف الاستفادة من العلاقات الاقتصادية والتجارية المتميزة القائمة بين المغرب واسبانيا، وتنشيط التجارة والاستثمارات الثنائية التي بلغت مستويات غير مسبوقة، فقد تم الاتفاق على تجديد البرتوكول المالي القائم من خلال مضاعفة الموارد المتوفرة لتبلغ ما مجموعه 800 مليون أورو. وسيتم استخدام الآليات المالية القابلة للاسترداد وغير القابلة للاسترداد من أجل دعم المشاريع ذات الأولوية التي يتعين تطويرها من طرف الحكومة المغربية، ولاسيما في ميادين البنيات التحتية والطاقات المتجددة والماء والتطهير وتجهيزات التعليم والصحة والقطاعات الإنتاجية.

كما أكدا على أهمية التعاون في المشاريع المنفذة بهدف ضمان اقتصاد خال من الكربون، والذي يوفر إمكانيات كبرى للمستثمرين: مشاريع في الطاقات المتجددة، إستراتيجية النجاعة الطاقية.

اتفق الطرفان، أيضا، على الحاجة إلى تطوير الربط بشكل أكبر (البنيات التحتية.. إلخ) وتسهيل التنقل بين البلدين. وفي هذا الإطار، أشاد الطرفان بالتوقيع على مذكرة تفاهم في مجال البنيات التحتية للنقل تروم تعزيز التعاون القطاعي.

ينوه المغرب وإسبانيا بمنتدى الأعمال المنظم على هامش الدورة الـ 12 للاجتماع رفيع المستوى بين الاتحاد العام لمقاولات المغرب والاتحاد الإسباني لمنظمات المقاولات.

كما يرحب الجانبان بالعمل الذي تم انجازه من طرف المجلس الاقتصادي المغرب-إسبانيا، الركيزة الهامة في التقريب بين رجال ونساء الأعمال من كلا البلدين، وكذا في تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية، من خلال تحفيز تفاعل أفضل بين الفاعلين الاقتصاديين.

عبر الطرفان إسبانيا والمغرب عن ارتياحهما للتعاون الممتاز القائم بينهما في مجال الموانئ، وكذلك للجهود المشتركة المبذولة في مجال البنيات التحتية للنقل، الهادفة إلى تحسين الربط بين البلدين، كما أشادا بتوقيع مذكرة تفاهم في مجال البنيات التحتية، بين وزارتي النقل والتنقل والبرامج الحضرية في المملكة الإسبانية والتجهيز والماء بالمملكة المغربية.

رحب الطرفان بتعاونهما الممتاز في مجال الماء، وجددا التأكيد على اهتمامهما بتعزيزه بشكل أفضل، خاصة في مجال تحلية المياه والتدبير المندمج للموارد المائية وإعادة استخدام المياه العادمة. كما نوها بالتوقيع على اتفاقات التعاون الثلاثة التالية:

مذكرة تفاهم بين وزارة الانتقال البيئي والتحدي الديموغرافي ووزارة التجهيز والماء؛

مذكرة تفاهم بين وكالة الحوض المائي اللوكوس والاتحاد الهيدروغرافي لسيغورا SEGURA، والتي ستقوم بتحيين إعلان النوايا لسنة 2015؛

مذكرة تفاهم بين وكالة الحوض المائي لتانسيفت والاتحاد الهيدروغرافي للوادي الكبير.

وأشادت إسبانيا والمغرب بالتوقيع، في أبريل 2019، على مذكرة اتفاق للنهوض بأنشطة التعاون في مجال الأرصاد الجوية وعلم المناخ بين المديرية العامة للأرصاد الجوية والوكالة الوطنية للأرصاد الجوية في المملكة الإسبانية، والذي تمت في إطاره بلورة خطة عمل لتنزيله على أرض الواقع، ستدخل حيز التنفيذ قريبا.

وعيا من البلدين بضرورة الاستجابة لحالة الطوارئ المناخية الحالية والآثار الكارثية لصيف عام 2022، فإنهما يجددان التأكيد على التزامهما باتفاق باريس وهدفه المتمثل في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية والنهوض بتنمية عادلة ومرنة.

يؤكد البلدان على أهمية تشجيع التعاون في مجال حلول التكيف مع التغيرات المناخية والنهوض بالتدابير الناجعة للوقاية، والتوقع والتكيف لتعزيز لزيادة القدرة على الصمود في وجه الجفاف. ويعتمدان، في هذا السياق، على الفضاءات التي تم إنشاؤها سابقا مع التحالف الدولي لتعزيز الصمود ضد الجفاف بهدف تسريع وتبرة استجابة عالمية أكثر تنسيقا وتعاونا ومبادرة SOFF الخاصة بالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية من أجل وضع أنظمة للإنذار المبكر.

تلتزم اسبانيا والمغرب بتعميق التعاون في مجال الوقاية المدنية، والذي يتوفر على إمكانات كبيرة لتنفيذ الإجراءات المشتركة، ولا سيما في مجال الوقاية من المخاطر، وتكوين الموارد البشرية وتبادل المعارف والتجارب.

بالنظر للدروس المستخلصة من جائحة كوفيد19، فإن اسبانيا والمغرب يلتزمان بتدبير عصري لمراقبة الحدود.

يجدد الطرفان التزامهما بمواصلة المضي قدما بطريقة منظمة مع التطبيع الكامل لحركة الأشخاص والبضائع، بما في ذلك المقتضيات الملائمة للمراقبة الجمركية ومراقبة الأشخاص على الصعيدين البري والبحري. ويأخذان بعين الاعتبار خلاصات الاختبار النموذجي الذي تم القيام به في 27 يناير الماضي. ويواصلان هذه السلسلة من الاختبارات وفقا للجدول الزمني المتفق عليه للتغلب على كل عراقيل محتملة.

ينوه البلدان بالتعاون الثنائي الممتاز في مجال النقل وخاصة نقل البضائع والذي تحقق من خلال أشغال اللجنة المشتركة المعنية.

يلتزم البلدان بمواصلة تبادل الخبرات والممارسات الفضلى في مجال سياسات السلامة الطرقية، وتنظيم اجتماع سنوي حول السلامة الطرقية بالتناوب في كل بلد.

يرحب المغرب وإسبانيا بتوقيع:

المغرب واسبانيا والبرتغال وفرنسا وألمانيا في 8 نونبر 2022 على ” خارطة الطريق ” التي تهدف إلى إدماج أسواق الطاقة الكهربائية من أصل متجدد للبلدان المعنية.

المغرب والاتحاد الأوروبي على مذكرة تفاهم ” الشراكة الخضراء ” التي تهدف إلى تعزيز التعاون في مجال الطاقة ومكافحة التغيرات المناخية وحماية البيئة وتشجيع “الاقتصاد الأخضر”.

اتفق الطرفان على تعميق التعاون في المجال الفلاحي من خلال اضفاء الطابع الرسمي على التعاون التقني الثنائي في مختلف المجالات بما في ذلك التبادل في ميدان التعليم والتكوين المهني والاستشارة الفلاحية والنهوض بالاستثمار الفلاحي وتقاسم التجارب في مجال الأمن الصحي والصحة النباتية، والبحث في مجال الاقتصاد في الماء، وتوسيع التعاون اللاممركز، وتطوير التعاون الثلاثي المغرب-إسبانيا لفائدة البلدان الإفريقية. وقد تم تحيين مذكرة التفاهم القائمة من أجل توسيع مجالها لتشمل الصحة النباتية، بما يضمن توفير التغطية الضرورية لهذا القطاع الهام من العمل.

اتفقت اسبانيا والمغرب على ضرورة مواصلة النهوض بالمبادرات الثنائية ومتعددة الأطراف في مجال العلوم والابتكار، من خلال تعزيز البرنامج المتوسطي للبحث والابتكار من أجل مواصلة العمل سويا على جميع الأصعدة المرتبطة بالصناعات الغذائية والاستخدام المستدام للمياه.

سجل الطرفان بارتياح التوقيع على مذكرة تفاهم في مجال السياحة، خلال الاجتماع رفيع المستوى الثاني عشر بين المغرب وإسبانيا، والذي سيعطي زخما ودفعة جديدة لعلاقات التعاون السياحي بين البلدين، لا سيما فيما يتعلق بالترويج والاستثمار والتنافسية والاستدامة والجودة والتنمية الترابية وكذا في مجال التعاون اللامركزي ورصد وتحليل النشاط السياحي.

كما أحيط الطرفان علما بالحصيلة الإيجابية للتعاون الثنائي في المجال السياحي، والذي يندرج في سياق تتبع تنفيذ توصيات الاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا، واتفقا على الاستفادة من الإنجازات التي تحققت ومواصلة ديناميكية التطور في ميدان السياحة.

اتفق الطرفان على مواصلة التعاون في مجال التنمية من خلال تجديد القطاعات وتنويع آليات التعاون الاسباني، وذلك في إطار النموذج التنموي الجديد للمملكة المغربية.

المجال الثقافي والروابط الانسانية:

يشيد البلدان بتنظيم المملكة المغربية، في نونبر 2022 بفاس، للمنتدى العالمي التاسع لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، الذي شكل لحظة قوية لتسليط الضوء على كونية هذه القيم.

البلدان اللذان يشتركان في إرث ثقافي وإنساني فريد، مدعوان إلى تطوير “رصيد إنساني” جديد (توأمة المدن، الشراكات بين الجامعات، تنقل الطلاب، مبادرات مشتركة للفاعلين الجمعويين، إنشاء لجان الدراسات ومعاهد البحث…)، وذلك بهدف بلوغ شراكة شاملة في خدمة الجميع.  وتساهم جاليات المهاجرين المقيمين على التوالي، في البلدين، في تعزيز التفاهم المشترك للمجتمعين.

إدراكا منهما للدور الأساسي للتعليم والثقافة والرياضة في التقريب بين الشعوب، تتفق اسبانيا والمغرب على وضع مبادلاتهما في هذه المجالات في صلب علاقات التعاون القائمة بينهما.

في ما يخص مجال التعليم، يلتزم الطرفان بالعمل على تشجيع تبادل الوثائق المتعلقة بالبرامج المدرسية الجاري بها العمل، بهدف تسهيل التصديق والاعتراف بالتعليم والشهادات المسلمة للتلاميذ.

يعزز الطرفان تعاونهما من أجل تشجيع تنقل الطلبة. ويلتزم الطرف الإسباني بدراسة التدابير الكفيلة بتبسيط المساطر الإدارية للطلبة المغاربة في إسبانيا.

يتخذ الطرفان الإجراءات الضرورية لتحفيز الجامعات الإسبانية العمومية والخاصة على فتح فروع لها في المغرب، الذي يشهد توجها قويا نحو التعليم الدولي وحيث تستقبل الجامعات المغربية أكثر من 20 ألف طالب إفريقي يستفيد أزيد من 11 ألف منهم من منح للدراسة.

يشيد الطرفان بالتوقع على مذكرة تفاهم تتعلق بالتعاون الجامعي وكذا بالمباحثات الجارية من أجل تسهيل الولوج المتبادل للطلبة الجامعيين الجدد لكل من الطرفين الموقعين.

يلتزم الطرفان بالنهوض بتعاونهما في المجال الرياضي، وخصوصا في مجال رياضة القرب، والإدماج عن طريق الرياضة، والرياضة من مستوى عال.

يشيد الطرفان بالمستوى الممتاز للتعاون القائم بينهما فيما يتعلق بتنفيذ برنامج تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية في إسبانيا، ويلتزمان بتقويته من خلال تمكينه من الوسائل البشرية والمادية الضرورية. وفي هذا الإطار، يتفق الطرفان على ضرورة اعتماد اتفاق يتعلق بشكل حصري بهذا البرنامج، ويشكل أساسا لتطويره وأيضا الحفاظ على استدامته.

يعرب الطرفان عن ارتياحهما للمبادلات التي جرت خلال اللقاء الأخير للاجتماع من مستوى عال في مجال التعاون الثقافي.

ودعا الطرفان لانعقاد الدورة السابعة للجنة المشتركة للثقافة والتعليم والتي تم إحداثها بموجب الاتفاق الثقافي بين حكومتي البلدين الموقع في الرباط بتاريخ 14 أكتوبر 1980، والتي لم تنعقد منذ 2003.

سجل البلدان الدينامية التي تشهدها اللغة الاسبانية بالمغرب، ويلتزمان بتقوية تعلم اللغة الإسبانية في المدارس والإعداديات والثانويات المغربية، ويدعوان لبلورة مخطط عمل مشترك من أجل المواكبة الفعالة لإحداث التخصصات مزدوجة اللغة داخل النظام التعليمي المغربي في مختلف مستوياته الابتدائي والثانوي والعالي، وتطبيق لمقتضيات مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بهذا الخصوص، وكذلك وضع برنامج للتكوين في اللغة الإسبانية كلغة تدريس لفائدة الأساتذة المغاربة.

تقوم الأمانة العامة للمملكة المغربية من خلال المطبعة الرسمية التابعة لها، ووزارة رئاسة الحكومة والعلاقات مع البرلمان والذاكرة الديمقراطية من خلال وكالتها الوطنية للجريدة الرسمية للدولة، بإرساء تعاون في مجال تبادل المعلومات والخبرات والتجارب العملية الناجحة المتعلقة بالإنتاج الرقمي للنصوص التشريعية والتنظيمية وتوزيعها إلكترونيًا. وسيكون المحتوى المحدد والترتيبات العملية لتنفيذ هذا التعاون موضوع إعلان تفاهم بين الوكالة الوطنية للجريدة الرسمية للدولة في اسبانيا والمطبعة الرسمية بالمغرب.

اتفق الطرفان على تعزيز تعاونهما فيما يتعلق بالتحول الرقمي، ودعم تحسين جودة الخدمات العمومية للمواطنين، وتقوية قدرات الموظفين في المجال الرقمي وإدماج مقاربة النوع الاجتماعي في الوظيفة العمومية.

في المجال العلمي، أشادت اسبانيا والمغرب بالتقدم الذي تم تحقق في مجال التعاون، وكما يشهد على ذلك المذكرة التي تم توقيعها من أجل استمرار التعاون الوثيق في المجال العلوم والتكنولوجيات والابتكار، بما يمكن من شجيع وتعزيز الأنشطة المشتركة في إطار المبادرات القائمة بينهما.

اتفق الطرفان على زيادة التعاون في مجالات الإعلام والاتصال المؤسساتي، خاصة بفضل صياغة مذكرة تفاهم.

اتفق الطرفان على البدء في تحديث اتفاقية الإنتاج السينمائي المشترك الموقعة في عام 1998، وصياغة اتفاقية للإنتاج المشترك السمعي البصري التي من شأنها أن تعكس توقعات كلا الطرفين.

أعرب الطرفان عن اهتمامهما بالتعاون من أجل ضمان احترام حقوق المؤلف والحقوق المجاورة في جميع المجالات من خلال فتح قنوات التواصل بين الهيئات المختصة بهما وتبادل الخبرات والمعلومات ولاسيما تلك المتعلقة بتأثير التكنولوجيات الجديدة. وقد عبر الطرف المغربي عن اهتمامه بإبرام اتفاق تمثيل متبادل بين مكتب حقوق المؤلف المغربي ونظيره الإسباني.

يرحب المغرب وإسبانيا بالعلاقات النموذجية فيما مجال التشغيل واليد العاملة والتكوين المهني. ويشيد الطرفان بتعزيز الإطار القانوني الذي ينظم تعاونهما الثنائي من خلال توقيع مذكرات تفاهم للتعاون في مجال تدبير وحكامة الهجرة وتدفقات المهاجرين المطلوبة والمنتظمة.

يتقاسم الطرفان نفس الأهداف والاهتمامات في مجال الحماية الاجتماعية، والتي يمكن ترجمتها من خلال إرساء أسس علاقات تعاون تقنية واسعة تساهم في تعزيز نظامهما للضمان الاجتماعي، وبإمكان هذا التعاون أن يساهم في تسهيل تبادل المعارف والممارسات الحميدة والبحث التقني. ومن شأن الاتفاقات المحتملة بين الطرفين تسهيل إرساء أسس مستقرة ومرنة للتعاون في مجال الضمان الاجتماعي، والتي تمكن من تطوير أنشطة للتعاون التقني في المجالات ذات الاهتمام المشترك التي يتم تحديدها.

يتعهد الطرفان بالعمل من خلال تعاون وثيق، على وضع مخطط عملي فيما يتعلق بالإجراءات المختلفة المدرجة في هذه الآليات القانونية. اتفق الطرفان على تعزيز تعاونهما من خلال دراسة إمكانية إبرام اتفاقية تبادل للمهنيين الشباب، بهدف النهوض بالتنقل بين الشركات لهؤلاء الشباب وبالتالي المساهمة في إثراء متبادل للكفاءات. وسجل الجانب الاسباني باهتمام كبير الخاصة ببلورة استراتيجية وطنية للتنقل المهني الدولي (SNMPI)، والتي ستعكس رؤية المغرب الخاصة فيما يتعلق بتدبير تدفقات الهجرة المهنية، وأعرب عن استعداده للتعاون في تنفيذ هذا المشروع.

أكد الطرفان على ضرورة عقد اجتماع لجنة التنسيق المشتركة المنصوص عليها في اتفاقية العمل في 25 يوليوز 2001 في أقرب الآجال.

في مجال التكوين المهني، وضع الطرفان إطارا مرجعيا مشتركا للنهوض بالتعاون، من خلال تقاسم التجارب لشكل ونموذج التكوين الاسباني، بهدف تشجيع الاندماج المهني وروح المقاولة.

عبر الطرفان عن ارتياحهما للتعاون المثمر والمتنوع في مجال الصحة والذي تجسد بمرور الوقت، على المستوى الثنائي والإقليمي ومتعدد الأطراف، واتفقا على إضفاء دينامية جديدة وتحيين المشاريع التي تم الشروع فيها سابقا.

من جهة أخرى وفي إطار السعي المشترك لتطوير أكثر لهذه الشراكة، رحب الطرفان بالتوقيع على اعلان النوايا في مجال الأمن الصحي.

الوسوم

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق