آخر

خواطر سدراوي: المغرب والجزائر “مادير خير ما طرا باس”

الدكتور عزيز سدراوي

 

نعرف جميعا، تاريخيا بطبيعة الحال، أن المغرب ما فتئ يلبي نداء لايا كان لمساعدته، و عبر العصور ومنذ فجر التاريخ، كان المغاربة لا يتفانون عن تقديم يد العون لكل من طلب ذلك.

بالمقابل، فالمقولة الشعبية المغربية تحد هنا كامل معانيها الظاهرة و الخفية، مادير خير ما يطرا باس.

بحث كثيرا بل و تعمقت كثيرا في كثب التاريخ القديم و المعاصر، الذي درسناه و الذي لم ندرسه في مناهجنا التعليمية، و كان هدفي الوحيد البحث عن من وجدناه وقت احتجنا له في شدتنا بعد ان كنا خير سند، فلم أجد!! بل و قد اصطفوا ضدنا حين احتجنا ان يشدوا على عضدنا.

‏رأيت صلاح الدين انتصر بفضل القوات المغربية التي طلبها من السلطان اليعقوب المنصور، اربع سنين بعد ذلك ارسل مساعدة للخـوارج في ولاية تونس المغربية وولاية غرب مصر لتحريضهم على الحكم المغربي، و ساعدهم في ثورتهم ضد الموحدين المغاربة !!

وًهذا مولاي عبد الرحمان بن هشام راكبا جواده مع الجيوش المغربية الوجهة لالة مغنية لكي يحرر الجزائر من الاحتلال الفرنسي.

و أول من انقلب عليه هو عبد القادر نفسه الذي باع الجيش السلطاني و باع الخطط و خسرنا في ايسلي.

للأسف لم نستفد من الدروس التاريخية، فمشينا ندعم المقاومة الجزائرية و رفضنا عروض ترسيم الحدود مع إدارة الجزائر الفرنسية، و قلنا إنهم اخوتنا حتى يستقلوا حينذاك سوف يرجعوا الينا ارضنا ! لكن للاسف العكس ما حدث بل و اصبحوا طامعين حتى في صحرائنا و سلحوا المرتزقة بنفس الشكل الذي كنا نسلخ به المقاومة الجزائرية !!

حلقة أخرى في مسلسل خيباتنا المتوالية عندما ‏ مشينا حفاة للحرب العالمية الثانية و قلنا لعلنا إذا دعمنا الحلفاء يوف يقدرون مجهودنا و يعطونا استقلالنا و يقدموا لنا المساعدة للنهوض اقتصاديا ! بعدما انتصروا مزقوا ارضنا و اقاموا فيها دويلات خاصة بهم و و اضحوا كلما اردا ان نعلي رأسنا كلما خرجوا لنا بملفات حقوق الانسان و الصحافة و الحيوان وحتى الشواذ و المثلين، و الكارثة العظمى عندما ذهبنا الى القنيطرة في سوريا، و ليس قنيطرتنا عاصمة منطقة الغرب،ندافع عن اخوتنا في اطار العروبة و الوحدة العربية، فاذا بنا نجد انفسنا وجها لوجه مع عدو مدجج بأعتى الاسلحة المتطورة و جنودنا بدون غطاء جوي ولا غطاء ميداني فقد هرب السوريون و انسحبوا دون سابق انذار، لولا الالطاف الالاهية و دعوات والداتنا و النية الحسنة، و تدخل الاخوة العراقيين.

بل و بعد 5 سنين، هؤلاء السوريون بدأوا في تمويل البوليساريو !

‏كل شي موثق و صحيح.

و التاريخ لا يكذب.

نحن المغاربة عاطفيون بطبعنا، لم نبحث يوما ما عن تقديم مصالحنا على مصالح الاخرين، نحن المغاربة فقط يجب علينا ان نلتفت الى مصالحنا فقط و لا تشدنا العاطفة الى احد او مع أحدٍ.

بالدارجة (حتى واحد ميستحق تهز ليه هم و لا تشدك عليه النفس، النية مع البراني خطار علينا النية خاص تبقى غي بيناتنا و نتيقوا فبعضياتنا ديك الساعة غادي نتغيروا)

و صف من قال: مادير خير مايطرا باس

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق