آخر

رحيل شخصيات من طنجة.. الحاج عبد القادر امسيعد رحمه الله

عبد الحبيب الطويل

انتقل الى رحمة الله وعفوه و بعدما اقعده المرض لسنوات، الحاج عبد القادر امسيعد رحمه الله وأكرم متواه وهو المناضل العصامي والداعية الصامت ومحب الخير للجميع والمتعاون عليه في السراء والضراء والخادم لقضايا الإسلام والمسلمين بلا حدود، عرفته شخصيا أواخر السبعينيات من القرن الماضي محافظا على الصلاة بمسجد الموحدين وحاضرا بمختلف المحاضرات والأنشطة الثقافية في المدينة صاحب بزار سندباد بالمدينة العتيقة.

شاءت الأقدار الإلهية أن تجمعه بنا في زنزانات معتقل درب مولاي الشريف السيء الذكر بالدار البيضاء في يناير 1982 مع مجموعة معتقلي أو بالأحرى مختطفي الشبيبة الإسلامية بطنجة على إثر الفتنة التي تسبب فيها الخطيب محمد الفيزازي بمسجد الموحدين المعروف بحي ادرادب عين الحياني بطنجة حيت أن اسلوبه التهييجي جعل الشباب يخرجون في مظاهرة احتجاجية بعد توقيفه نتج عنها حوادث وصدامات بشارع المكسيك ورأس المصلى وبعد التحقيق مع عدد من المعتقلين الذين حوكموا بسنوات واشهر طالت الاعتقالات عدد من الناشطين بمسجد الموحدين وممن لا علاقة لهم بواقعة المظاهرة وحوادثها ومنهم المرحوم الحاج امسيعد وصديقه عبد القادر بائع الورد وآخرين وبعض خلايا الشبيبة الإسلامية ممن وردت اسماؤهم دون أن تكون لهم أية علاقة بالاحداث وهم : الحاج بوزيد ، الفاضل عبد الله اشبابو، المرحوم بوعرافة التهامي، محمد افقير، نور الدين بن صبيح، عمر اقلعي، محيي الدين ، الأمين التسوكي، البقالي/ عم فيصل البقالي، محمد الفتيحي، السباعي ، خليل الغازي، البشير ابويطة، أحمد البخاري ، عبد الحبيب الطويل و حسن البعقيلي وقد كان الأخ البعقيلي آخر من الحقوه بالمجموعة بعدما اعتقل بمدينة الحسيمة ورحلنا جميعا إلى درب الشريف بالدار البيضاء في شاحنة عسكرية حديدية وكأننا مجموعة إرهابية دبرت انقلابا عسكريا أو عملا اجراميا كبيرا وكان ذلك في ليلة من ليالي يناير الباردة. كانت مجموعة طنجة هذه مكونة من 21 أو 22 معتقلا ولعلي نسيت بعض الأسماء.

الحاج امسيعد رحمه الله وصديقه كان من الذين تعرضوا للتعذيب واستنطاق وحشي من جلادي سنطران طنجة بمشاركة كل من بوجمعة، فارس، نوار، عفان وآخرون وقد شاهدته في المعتقل بطنجة وخلال عملية الترحيل وهو يتألم من رجليه المشدودين بحذاءين أسفلهما من جراء محاولة قلع أظافر قدميه وقد ظل يعاني من هذا الوضع حتى داخل معتقل درب الشريف ودون تقديم علاج لعدة اسابيع وهو صابر محتسب. رحم الله الحاج امسيعد وتقبله في الصالحين وجعل متواه الجنة أن شاء الله.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق