مقالات الرأي

أيها البرلماني السيمو : قل خيرا أو اصمت!!!.

بقلم : ربيع الطاهري 

منذ اقتعادك مقعدا تحت قبة البرلمان، ونحن كساكنة القصر الكبير بشبابها وشيبها لم نسلم من خرجاتك المضحكة، حتى أضحيت عنوانا للسخرية بالمدينة ورمزا للتفاهة وما ينضح به إناءك ويتفوه به فاهك، وصرت علامة مسجلة للعبث و الهرطقة، حتى أصبحنا نستحيي مكانك مادمت تتكلم بإسم هذه الحاضرة المجاهدة، ومادامت كل خرجاتك لا تعكس النبوغ و الرقي الفكري الذي عرف عن المدينة وأهلها.
جريرة لسانك يكتوي بها شباب هذه المدينة في ربوع المملكة، فينعتون بنعتك، ويوصفون للأسف الشديد بما تقوله في المجالس و المنتديات و اللقاءات …
أما آن الأوان أن يتم وضع اللجام لهذا العار الذي يلاحقنا صباح مساء!!!، أو أن يتم فرملة لسانك السليط ، أو إيجاد مغلقة من الفلين أو من أي شيء ٱخر لكبح تسرب الريح من القول مما يجود به علينا فاهك.

كم تمنينا لو كان هذا اللسان الطويل عنوانا للحكمة والرزانة ووحدة الصف والكلمة ، وليته كان قدوة للفروسية الحقة في القول والعمل، وليتك أحسنت توظيفه للترافع في القضايا الملحة للساكنة، وفي الإهتمامات الٱنية للمواطن.
لكن هيهات هيهات، فأنت تمارس كل أنواع اللغو والهرطقة والعبث، بل لم تسلم حتى خطب عاهل البلاد من زلاتك، وخير دليل ما صرحت به في معرض حديثك و”تحليلك” للخطاب الملكي بعد افتتاح أشغال الدورة الأولى من السنة التشريعية الحادية عشرة بقولك : “ولي كيهضر على المازوط يهضر على الماء…” وفي ذلك ضرب لما جاء به خطاب جلالته حينما قال”… كما ينبغي ألا يكون مشكل الماء موضوع مزايدات سياسية، أو مطية لتأجيج التوترات الإجتماعية…” وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن صاحبنا لم يستوعب ما جاء في خطاب جلالته، ولم يفقه مغزى رؤيته السامية، ووضعه لإستراتيجية عمل البرلمانيين كسلطة تشريعية ، فرؤية جلالة الملك الأستباقية والبعيدة المدى تتمثل في عقلنة وتثمين الماء كرافعة للتنمية الإقتصادية، ومجابهة الظاهرة العالمية للفقر المائي.

كما أكد جلالته على الدور الكبير لمراكز الإستثمار حيث جاء في خطابه بأنها “… مطالبة بالإشراف الشامل على عملية الاستثمار، في كل المراحل والرفع من فعاليتها وجودة خدماتها، في مواكبة وتأطير حاملي المشاريع، حتى إخراجها إلى حيز الوجود. وفي المقابل، ينبغي أن تحظى بالدعم اللازم، من طرف جميع المتدخلين، سواء على الصعيد المركزي أو الترابي …”، انتهى الاقتباس من خطاب جلالة الملك. وليس كما حللها صاحب الزلات والتفاهات في براعة القول وسوء تقدير الفهم بقوله بأن الملك” عطا إشارات على أن مراكز الاستثمار يعرقلون الاستثمار في بلادنا … خصنا نديرو قطيعة مع هذ الناس إما يمشو بحالهم وإما يعاودو النظر في طريقة عملهم مع المستثمر …” .

عذرا أيها البرلماني لم تكن موفقا في تحليلك الذي يفوق ملكاتك و فهمك وقدرة استيعابك لخطب جلالته. للأسف الشديد أصبحت عنوانا سيئ للمدينة، وضربت عرض الحائط برمزيتها التاريخية والحضارية وأدوار مثقفيها ونخبتها السياسية التي كان يضرب لأحاديثهم ومواقفهم ألف حساب. لن يذكرك التاريخ و أبناء هذه الربوع الغالية إلا بما هو سلبي، و لن يخلدك التاريخ إلا كنكتة سمجة وعابرة بكل عبثها وسخريتها.

ففي هذا الزمن الذي رماك علينا، وكأننا عوقبنا بك وتقهقرنا بفضلك عن ركب التنمية بكل تمظهراتها الفكرية والإعلامية والثقافية والحضارية، إلى غياهب الأمية والجهل والعبث…وكل ما هو رديء، وهذا لعمري زمن الرويبضة، وصدق بهذا القول خير الخلق صلى الله عليه وسلم .

وختاما أقول لهذا البرلماني، كشخصية عامة وأحد ممثلي الأمة بالقبة؛ قل خيرا أو صمت!!!.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق