مقالات الرأي

الدخول المدرسي بشفشاون والحاجة إلى عقل متحرك

عبد اللطيف بنشبتيت من شفشاون 

عشرون يوما فقط تفصلنا عن العطلة البينية الأولى، ولا زال الدخول المدرسي بمديرية شفشاون يعرف تعثرا كبيرا، فرغم إجراء الحركة الانتقالية المتعلقة بتدبير الفائض والخصاص، وهي العملية التي يُفترض أنها نهائية، فما زلنا نسمع عن تفييض لمجموعة من الأساتذة وتكليفهم بأماكن أخرى، مما يطرح سؤالا مهما. ما جدوى الحركة الانتقالية الأخيرة الخاصة بتدبير الخصاص والفائض إذا كانت هذه العملية مازالت مستمرة وبشكل متزايد؟ هل نحن أمام حركتين انتقاليتين الأولى لها شرعية وسند ومرجع قانوني، وأخرى لا هوية لها ولا شرعية؟ هل الأمر يتعلق بغياب قاعدة المعطيات والبيانات الضرورية المتعلقة بعدد التلاميذ في كل وحدة مدرسية وضبطها؟ أم هي الارتجالية والعشوائية في تدبير الموارد البشرية بهذه المديرية؟ وهل الأمر يتعلق بخصاص يتجاوز الامكانات المتوفرة والمتاحة لهذه المديرية؟

إن المديرية الاقليمية ملزمة بتقديم الأجوبة والمعطيات والتوضيحات اللازمة المرتبطة بعملية الدخول المدرسي للرأي العام المحلي عبر وسائل الاعلام المحلية والجهوية والوطنية، ومن حق المجتمع الشفشاوني وجمعيات الآباء والأمهات أن يعرفوا الأسباب الحقيقية التي تجعل الدخول المدرسي بهذا الاقليم المنكوب عسيرا، وما ومَن الذي يحرم أبناءهم من حقهم في الاستفادة من الحصص الدراسية لمجموعة من المواد الدراسية، مثل مادة الفرنسية والمواد العلمية، فتلاميذ ثانوية الامام الشاذلي ومولاي رشيد ومجموعة من المؤسسات بالعالم القروي لم يدرسوا لحد الآن هذه المادة الأساس ومواد أخرى، فعن أي جودة وأي مردودية وأي تكافؤ للفرص سنتحدث عنها في المذكرات والتقارير والأبواق؟

من جهة أخرى لم يستطع المئات من التلاميذ بالاقليم الالتحاق بالمدرسة بسبب مشكل النقل المدرسي وضعف المنح المدرسية، وهو المشكل الذي سيعمق جراح الهدر المدرسي المتفاقم بهذا الاقليم، فالساكنة لم يعد بمقدورها إرسال أبنائها وبناتها الى المدرسة بسبب تعميم الهشاشة بالاقليم، وعدم قدرتهم على آداء واجب الاشتراك الشهري للنقل المدرسي المرتفع، خاصة لمن لهم أبناء كثر.

ناهيك عن مشكل الاطعام المدرسي، وكثرة الرخص، وضعف البنية التحتية بالمؤسسات، وقلة التجهيز، وغياب الملاعب، وغياب مواد التفتح الفني مثل الرسم والموسيقى والمعلوميات بمجموعة من المؤسسات بالعالم القروي.
وكأن هذا الاقليم خاص بمحو الأمية،والتربية غير النظامية فقط

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق