مقالات الرأي

الدخول المدرسي الناجح وأسئلة الواقع

عبد اللطيف بنشبتيت من شفشاون 

لا يكفي إصدار مذكرة تنظيمية للسنة الدراسية، وتكوين لجن جهوية ومحلية للتتبع كي نتحدث عن دخول مدرسي ناجح، فهذه إجراءات في غاية السهولة، لكنها دون فائدة تذكر. فالدخول المدرسي الناجح يستلزم تدابير أساسية ينبغي أن تسبق يوم انطلاق الدراسة الفعلية.

فكيف يمكن أن نتحدث عن انطلاق الدراسة الفعلية مع بداية هذا الأسبوع وأقسام الداخليات مازالت مغلقة في وجه التلميذات والتلاميذ المستفيدين، وحالتها غير مهيأة بشكل لائق لاستقبالهم؟ وكيف يمكننا أن نتحدث عن دخول مدرسي ناجح والمقاولون في العديد من المؤسسات لازالوا يقومون بأشغال البناء والاصلاح والصيانة والصباغة؟ وكيف يمكننا أن نتحدث عن دخول مدرسي ناجح ومذكرات تدبير الفائض مازالت تصدر، وعملية تدبير الخصاص والفائض لم تتم بعد؟ وكيف يمكننا الحديث عن دخول مدرسي ناجح ولوائح المنح الخاصة بتلاميذ القسم الداخلي (الملتحقون والمستفيدون الجدد) لم تتوصل بها إدارة المؤسسات التي تتوفر على الداخليات؟ وكيف يمكننا أن نتحدث عن دخول مدرسي ناجح والعديد من المؤسسات التعليمية تعاني من خصاص مهول في الأطر الإدارية والتربوية؟ وكيف يمكننا أن نتحدث عن دخول مدرسي ناجح والنقل المدرسي متوقف وينتظر معالجة مشاكله المرتبطة بالتسيير والتمويل، فالجمعيات المكلفة بتسيير النقل المدرسي تتخبط في مشاكلها بسبب ارتفاع تكلفة الغازوال وصيانة السيارات …..؟ وكيف يمكننا أن نتحدث عن دخول مدرسي ناجح والعديد من الأسر الفقيرة تعاني من مشكل ارتفاع تكلفة تسجيل أبنائهم بالمدارس (نحو 150 درهم للتلميذ)، فما بالك بفاتورة الكتب والأدوات المدرسية التي ارتفعت بأكثر من 50٪ ؟ وكيف يمكننا أن نتحدث عن دخول مدرسي ناجح والعديد من المؤسسات التعليمية بالعالم القروي طالها الاهمال والتخريب ونبت فيها العشب، وبنت فيها الطيور أعشاشها، وسكنتها الحشرات والحيوانات؟ فالعديد من هذه التدابير لو أنها تمت في نهاية السنة الدراسية لأمكن الحديث عن دخول مدرسي مقبول ولا بأس به.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق