مقالات الرأي

حينما يغرد الدكتور أحمد الريسوني خارج السرب في زمن الرداءة ..!!

سعيد الخياط بوجعاب

خطأ الدكتور أحمد الريسوني هو أنه تكلم ك(عالم، علامة) في زمن يقبض ويحتضر فيه العلم بقبض العلماء، ويكثر النكرات والرويبضات الذين يتصدون للغط والتهريج واللغو في كل شيء ..!!

خطأ الدكتور أحمد الريسوني هو أنه قال (كل الحق) بصدق و بمنطق التاريخ الذي لا يرحم،،،في زمن كثر فيه الكتمان والاقتصاد والتقية في قول الحقيقة.. أو بالمقابل قول (كل الحق) ( الحقيقة كما هي) تحت الطلب وبمنطق الابتزاز والاستفزاز …

خطأ الدكتور أحمد الريسوني أنه تحدث كمفكر وككاتب من منطلق الهوية و الوطنية والبعد الثقافي والتاريخي للبلاد بأن استحضر ( دور العلماء والحكام و روابط البيعة والحل والعقد ) وما كتبه العظام دفاعا وغيرة عن الوطن وسيادته ( علال الفاسي …) تحدث الرجل بكل هذا وهو (غافل) عن ما يطفح به الواقع الضحل من جهل وأمية بتاريخ البلاد وما لها من رصيد حضاري وما شهتده من روافد ثقافية متنوعة، ممتدة ومتطورة ….حتى أصبح #مع_الأسف أستاذ التاريخ والجغرافيا أو ما يصطلح عليه ب(الاجتماعيات) يطرح سؤالا للاختبار المحروس داخل القسم( بأن عرف من هو يوسف ابن تشافين) فيجيب أحد التلاميذ كتابة : (بأن يوسف ابن تشافين يسكن في الدستور المغربي …!!!!!) هكذا بكل بساطة ..!!!!

خطأ الدكتور أحمد الريسوني هو أنه تحدث في زمن الضجيج والإشاعة ونقل الكلام مع إضافة أمتار وسنتميترات البهرجة والتسطيح والصفاقة والتمييع ووو … بحيث لا يمكن أن يصمد ما هو “جد ” و”رزانة” و”معقول” إلا إذا سطر ككتاب مسطور وبحقوق نشر حصرية ومحفوظة ..!! إلا أن ذلك يصطدم لا محالة بمعضلة المعضلات ومصيبة المصائب وهي موت ما سماه الدكتور ب (فريضة القراءة) (ما دامت معرفة الواجب لا تتم إلا بها وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ) … وأكبر دليل على ذلك هو أن الدكتور يقول أنه “سبق وأن كتب ما يقوله وما يؤمن به” فلما لم يلتفت إليه في ما هو ورقي ومسطور بل وفي حينه …؟؟؟!!! أم هي أفاعيل المواقع والجيمات واللايكات والبارطاج والخربشات الفايسبوكية والقنوات ( العنقودية) على اليوتوب ..!!!

وأما خطأ الدكتور الفاضل الكبير والجسيم هو حديثه بجراة وتعبيره عن رأيه ووجهة نظره بكل حرية وتجرد …في زمن موت الديموقراطية و الاحتضار السياسي للوطن العربي والإسلامي وما تشهده من تصدي نخب غارقة في الجهل والأمية بل و(الرجعية أيضا) للحكم وتدبير الشأن العام …

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق