مقالات الرأي

القوادة السياسية و خرجات أشباه السياسيين

في الماضي ومازالت كانت القوادة مهنة لا أخلاقية تمارس في جانب العهر الجنسي و بيع الهوى و أجساد النساء لأجل البغاء بغرض المتعة و تحقيق المنفعة المادية،أما في عصرنا الحالي تجاوزتها إلى ميادين الفكر و الثقافة و الإعلام و السياسية ،إلا أن ما يهمنا اليوم هي القوادة السياسية التي أصبح بعض أشباه السياسيين يمتهنونها كآلية وصولية لتحقيق منافع ذاتية و أسرية في غالبية واقعنا السياسي الذي يمتاز بالعهر السياسي إلى حد الاشمئزاز من بعض خرجات (السياسيين ).
والقِوادة منذ نشأتها: هي الخِسَّة ودناءة النفس، واستجلاب المنفعةِ مما عندَ الغير من ميزات، إلى من يدفعُ أو يُهدي أو يمنح مقابل مادي سخي…،لقد تفاجئنا بخرجات بعض من البرلمانيين في مواقع إلكترونية بتصريحات وردة فعل حول حملة المغاربة الشرفاء هاشتاك #إرحل_أخنوش :
#7dh_Gazoil
#8dh_Essence
#Dégage_Akhannouch
بحيث اعتبرها بعضهم صنع جزائري من طرف الكابرانات ،وهذا فيه إهانة لوعي الشعب المغربي ، وتمييع مقصود لإرادته ، واستنقاص لقوة أجهزته الإستخباراتية وللمؤسسة التي ينتمون إليها كممثلي الأمة ،كما أنه يضرب في العمق حرية التعبير و الحق في الإحتجاجات بالطرق السلمية كما يكفلها الدستور و القانون ،إن ذلك يمثل بحق نموذج القوادة السياسية في زمن الردة السياسية و ظهور الرويبضة ،وهو محاولة لتبخيس هذه الحملة الشعبية التي تعبر عن الرقي و التحضر لهذا الشعب/الأمة الأبية و المتجدرة في تاريخ المملكة ،وهو أسلوب معمول به في كل الدول الديمقراطية الحديثة و المتحضرة .
الهاشتاك هو خطاب ليس موجها إلى رئيس الحكومة أو الى الحكومة أو الى هؤلاء اشباه السياسيين ، وليس ضدا على قواعد اللعبة الديمقراطية و صناديق الإقتراع ،بل هو يتجاوز ذلك إلى عاهل البلاد الملك و رئيس الدولة لأنه الأسلوب الأقرب لإيصال التظلم الشعبي من إجراءات عمل الحكومة ورئيسها، و باعتبار المؤسسة الملكية تنصت دوما وبإهتمام لهموم الشعب و آهاته و آلامه متأصلة بتلك الرابطة التاريخية الوثيقة الموسومة بالثقة بين الشعب و الملك، و التي هي غير قابلة للوساطة أو للفاعل السياسي المزيف أمثال خرجات هؤلاء البرلمانيين ،هي كذلك رابطة بين الراعي و الرعية بحمولتها الدينية و الدنيوية مخاطبين أمير المؤمنين .
هاشتاك #إرحل_أخنوش، ليس فيه خدش للحياء و أو احتقار لمؤسسة رئيس الحكومة، بل هو تنبيه إلى أن هناك تضارب للمصالح و التربح لهذا الرئيس الذي يجمع بين المال و السلطة و يشد الحبل على رقاب الشعب/الأمة في موضوع الغاز و البنزين والأوكسجين…،و يستفيد من التشريعات و القوانين و المراسيم، و مال دافعي الضرائب من الشعب ،و الجمع بين نظام المنافسة و الإحتكار اللذين يقاسان على المقاس لصالح الباطرون الكبير رئيس الحكومة .
هاته الخراجات لأشباه السياسيين مجانبة للصواب ،فكانت نوعا من ممارسة القوادة السياسية بكل تجلياتها ،متجاهلين أنهم ممثلوا الأمة و صوت الشعب و ناقلي كل مطالبه وهمومه ، إلا أنهم فضلوا الوقوف إلى جانب رئيس حزبهم ولو طغى وتجبر على هذا الشعب،في محاولة للدفاع عن منافعهم وحاضنتهم التي لا يدريون أي مجهول في انتظارهم، سعيا وراء إرضاء عرابهم الباطرون الكبير و المغدق عليهم … .
بالأمس القريب عندما ركب أحد أشباه السياسيين على الجرار، كان لسانه السليط والمدافع عن إلياسه، وعندما انهار تبرأ و نقلب عليه ،وقطف من ثمار السنبلة وحبها إلى حد جعل من وزير داخليته و أمين عام حزبه امحند رجل المرحلة بعد رحيل البصري ،و بحب الغرام مع وزير الكراطة كان كريم الكلام إلى حين، وبعدها كان لي أوزين وزن للكلام بقبة البرلمان وواجهه بحقيقته مشفرا للمعاني لعل الفاهم في القوادة السياسية يفهم محله من الإعراب، وحجم دوره الذي يحاول أن يلعبه أكثر مما هو مطلوب منه، هو كذلك وسيظل إلى حين أن تلفظه الأمواج العاتية داخل اللعبة السياسية في رقعة شنطرنج قاتلة .
للأسف مارستم على هذا الشعب الأبي القوادة السياسية، في محاولة لزرع نظرية المؤامرة ،متقمصين دور المخزن و الإستخبارات و العارفين بشؤون الدولة ، وخابيا مملكتنا الشريفة ، وثارة أخرى في محاولة لتوجيه الرأي العام الشعبي لخطورة هاشتاك أرحل_أخنوش، نحو التيه و الإنحطاط و التذاكي و التمييع ،فهناك فئة تدمن القوادة السياسية، لتحقيق مأربها، بالتطبيل المستمر، في كل مناسبة، مستغلة الإعلام المأجور، الذى لا عمل له سوى الكذب وتحسين وجه المسؤولين المفسدين و الفاسدين وتلميع صورهم بالوطنية و المواطنة الحقة .
عذرا لسنا شعب المداويخ… ولا شعب مريض … ،نحن شعب سامق تحمل الأعباء و المحن ، وتخطى الصعاب و الألم .
عذرا أشباه السياسيين ،فهي القوادة السياسية بكل تجلياتها.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق