مقالات الرأي

سدراوي يكتب.. “المغرب يتجه نحو مستقبل آخر”

الدكتور عزيز سدراوي

يوم بعد يوم يتأكد بما لا يدع للشك موطأ قدم، أن المغرب يخطو بثبات، نحو مستقبل آخر، نحو تغيير خارطة المنطقة و إمالة كفة الميزان نحو الجنوب.

بالأمس كان هناك الآلاف من المواطنين و في ظروف اقل ما يمكن القول عنها، “حيوانية”، يتوجهون عبر معبر ضيق نحو الثغر المحتل سبتة قصد التهريب المعيشي، تحت نظرات الاحتقار إلى حد العبودية لحرس الحدود الاسباني.

اليوم تغير الزمن مائة و ثمانين درجة، بعد إطلاق منصة الفنيدق التجارية، و تخصيص نسبة مئوية مهمة من المساحة لتجار مدينة سبتة و الذين غالبيتهم من أصول مغربية، وأصبح تجار التهريب المعيشي يتنقلون في الاتجاه المعاكس و تحت نظرات هاته المرة حرس الحدود المغربي لكن لن تكون احتقارية بسبب دينهم و اصولهم.

الغريب في الأمر أن العديد من سكان مدينتي الشمال الكبيرتين لم يؤمنوا يوما بسياسة المغرب الجديدة و في عديد من الاوقات تحدثوا بتهكم و باستغراب عن هذا التوجه، سكان ألفوا البضائع المهربة و رخيصة الثمن و المنقضي تاريخ صلاحيتها في اغلب الاحيان، سكان يعيشون بعقدة الدونية امام ذوي البشرة البيضاء و الشعر الأصفر و العيون الزرق، حتى وان كان إسمه بورقعة، وأزمة 2008 عرت عن كل مواقع ضعفه و تهالك بنيته التحتية، لتأتي أزمة كورونا و تقضي على ما تبقى، بل وأبانت أن جنوبه المتعالي كان يعيش و على امتداد سنوات بفضل المغرب و المغاربة أبناء الداخل كانوا أو المهاجرين، و لمولاته المنتشرة في الجنوب التي أضحت شبه مهجورة أو ميناء الجزيرة الخضراء الذي تسكنه الأشباح خير دليل.

نعم إنه مغرب اليوم، نعم إنها السياسة الرشيدة لملك المغرب، نعم إنها الدراية و الذكاء المعرفي لعقول أبناء المغرب، رجالاته و نساءه.

أظن يجب أن نضع ثقتنا في أبناء هذا البلد، وأن نمكنهم من فرصتهم الكاملة في العطاء و الإبداع و القرار، أن نضعهم في مركز القرار، و في كل المجالات.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق