مقالات الرأي

قراءة في المناورات العسكرية الأمريكية المغربية

رشيد الركراك

تتويجا للاعتراف الأميركي التاريخ  بمغربية الصحراء( في إطار ما سمي بمرسوم  الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء) و وتنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة محمد السادس نصره الله للقوات المسلحة الملكية ، ودعما من الولايات المتحدة الأمريكية للمقترح المغربي الجدي والواقعي للحكم الذاتي في أقاليمه الجنوبية ، و بعدما تيقنت الولايات المتحدة الأمريكية بأن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس، وبأن هذا الأخير أي المغرب أصبح رقما مهما في توازن القوة الإقليمي مما سيجعله حليفا استرتيجيا لأمريكا بالقارة السمراء وبالعالم العربي وبضفتي البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي ،من هذا المنطق بدأت تتوطد أهمية التعاون العسكري بين الطرفين بشكل أكثر تطورا وقوة، وتفرض نفسها بإلحاح خصوصا في هذه الظرفية الاستثنائية التي إتسمت بمناوشات وتحركات معاكسة للتوجه العالمي الرامي الى التقليص من الصراعات الإقليمية وبالحفاظ على السلم العالمي، لكل هذا يمكن الجزم بأن المناورات العسكرية  الأخيرة التي أجراها المغرب بصحرائه مع حليفه الإستراتيجي الولايات المتحدة الامريكية ،الى جانب مشاركة كل من حلف الناتو وبعض الدول القوية مثل بريطانيا  والبرازيل و كندا و تونس والسنغال وهولندا وايطاليا  أعطت دعما قويا للمف المغربي وحقه التاريخي في بسط سيادته على كل حبة رمل على صحرائه ،لذلك تعتبر هذه المناورات بمثابة إستعراض لجاهزية الحليفين  ” المغرب وأمريكا ” لحماية مصالحهما العليا المشتركة من أي اعتداء محتمل، كما ان المغرب من خلال هذه المناورات أرسل رسائل مشفرة بل وواضحة  لمن يهمهم الأمر بجاهزيته الكاملة للتعامل مع كافة السيناريوهات المحتملة والممكنة لحماية صحرائه وسيادته الوطنية .

إن هذه المناورات التي تجري حاليا بصحراء المغرب وابتدأت منذ 02 يونيو الجاري تمت برمجتها تنفيذا للإتفاق العسكري الذي وقعه المغرب مع أمريكا في 02 أكتوبر من سنة 2020 لتعزيز التعاون العسكري ولمدة عشر سنوات،  سيستفيد من خلالها الجيش المغربي من أهم الخبرات العسكرية والقتالية لأقوى جيش في العالم مما سيمكن الجيش من تطوير مهاراته القتالية سواء في البحر او الجو او الأرض مع ما يعني ذلك من تعزيز تشاركي للتخطيط المتكامل للعمليات المشتركة المحتملة او المتوقعة مستقبلا.

لقد أفلح المغرب من خلال هذه المناورات في إرسال الرسالة التالية لمن يعاكس وحدته الترابية كيفما كان وأينما وجد بأن له حلفائه لن يخذلوه ولن يكون وحيدا بأن له جيشه مكون أحسن تكوين ومدرب من طرف أقوى الجيوش العالمية.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق