أحيت ساكنة إقليم تطوان وفي مقدمتها أسرة المقاومة وجيش التحرير ، رغم الظروف الاستثنائية التي تعيشها بلادنا على غرار بابقى دول العالم بسبب تفشي جائحة كورونا – كوفيد 19 –واعتماد حالة الطوارئ الصحية بما تتضمنه من اجراءات احترازية كآلية للحد من انتشار هذا الوباء والتقليل من آثاره السلبية ، الذكرى 65 للزيارة الملكية التاريخية التي قام بها المغفور له الملك محمد الخامس إلى مدينة تطوان.
وبهذه المناسبة المجيدة نظمت النيابة الاقليمية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بتطوان بتعاون مع السلطات الاقليمية والمحلية ، والهيئات المنتخبة ، والمصالح الخارجية ، والأساتذة الباحثين والمهتمين بتاريخ الكفاح الوطني ، وفعاليات المجتمع المدني ، احتفالية رمزية مساء الجمعة 09 ابريل 2021 بفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بتطوان ابتداء من الساعة الخامسة والنصف عصرا بحضور قائدة ملحقة المدينة العتيقة ممثلة للسلطات المحلية بتطوان والدكتور أحمد بوخبزة ممثلا لرئيس جماعة تطوان والسيد رئيس المجلس العلمي المحلي بتطوان و الدكتور محمد الشنتوف والأساتذة والباحثين والمهتمين وفعاليات المجتمع المدني والسادة قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأبنائهم وذوي حقوق المتوفون منهم وعموم المواطنين.
و استمع الحضور إلى كلمة المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير المنقولة بواسطة تقنية التناظر عن بعد و التي ركز فيها على زيارة المغفور له الملك محمد الخامس إلى تطوان ليعلن تجرر شمال المملكة من نير الاستعمار الاسباني و يؤكد على وحدة المغرب وسيادته الوطنية، و موضحا أن هذه الزيارة تعد معلمة مضيئة في مسار شعب وتاريخ أمة في درب الكفاح البطولي دفاعا عن عزة الوطن ودودا غن حياضه في سبيل حريته واستقلاله والحفاظ على هويته وثوابته.
وأشار المتحدث ذاته، أن الزيارة تعد التفاتة كريمة يستحقها أبناء المنطقة الشمالية الصامدين ضد كل دخيل و بوابة للانفتاح الايجابي و المتفاعل على مستوى الحوض المتوسط، مؤكدا أن إحياء هذه الذكرى المجيدة يجسد على الدوام ذلك التلاحم القوي الذي يجمع بين العرش والشعب، وعلى المكانة التي تحتلها تطوان لدى ملوك الدولة العلوية الشريفة، مستحضرا لدرر الغالية الواردة في العديد من الخطب الملكية السامية في حق هذه المدينة و ساكنتها .
وفي المجال الاجتماعي والتاريخي ركز المندوب السامي على المكاسب والمنجزات المحققة لفائدة أفراد أسرة المقاومة وجيش التحرير والتي همت صيانة الذاكرة الوطنية و الاهتمام بتاريخ المقاومة وتوثيقه و تدوينه من خلال تنظيم الندوات والملتقيات العلمية والفكرية، و تشجيع البحث العلمي الأكاديمي، ومواصلة إصدار المنشورات والإصدارات، وتكريم السادة المقاومين ماديا ومعنويا، و مواصلة عملية احداث المزيد من فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بكل ربوع المملكة، والرعاية الصحية والحماية الاجتماعية الهادفة إلى استفادة المنتمين من التغطية الصحية سواء الأساسية أو التكميلية أو الإسعاف الطبي، وتحسين الأوضاع المادية لأسرة المقاومة وجيش التحرير من خلال الاستفادة من مختلف المنافع.
وأشار المندوب السامي إلى مبادرة تيسير عملية ولوج أبناء المنتمين واندماجهم في النسيج الاقتصادي من خلال تشجيعهم على خوض تجربة المبادرة الحرة في اطار اوراش التشغيل الذاتي التي ترعاها وتدعمها المندوبية السامية.
كما نوه المتحدث ذاته بما يتحلى به المغرب والمغاربة من فضائل التسامح والتضامن والصمود و الاعتدال، و وقوفهم صفا واحدا وراء الملك محمد السادس لإفشال كل المخططات والمؤامرات التي تحاك ضد وحدتنا الترابية وان المغرب متشبث دوما بمبادئه وقيمه الحضارية والإنسانية، ومعتزا بانتمائه للقارة الافريقية والعالمين العربي والإسلامي.
وفي سياق متصل، تحدث رئيس جماعة تطوان على خصوصية الذكرى بالنسبة لتاريخ تطوان اعتبارا لكونها جاءت متوجة للكفاح الوطني من اجل الاستقلال بتوحيد شمال المغرب بجنوبه. مسلطا الضوء على الدلالات التاريخية المتميزة لهذا الحدث التاريخي العظيم .
في حين وقف رئيس المجلس العلمي المحلي لتطوان الدكتور محمد بوشنتوف عند الظروف التاريخية التي تمت فيها الزيارة الملكية الميمونة، مذكرا بكفاح رموزها من رجال الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير في معركة الاستقلال، ومشيدا بالدور الذي تضطلع يه المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في مجال صيانة الذاكرة الوطنية وتعريف الاجيال الصاعدة بالمقومات التاريخية لبلادنا.
لتتحف بعد ذلك الدكتورة نضار الاندلسي الاستاذة الباحثة في التاريخ الحديث والمعاصر مسامع الحاضرين بكلمة عبارة عن عرض في موضوع ” ذكرى 09 ابريل 1956 …السياق والدلالات “.
وخلال هذه الاحتفالية تم عرض شريط وثائقي بعنوان ” المغرب ، مسيرة بناء الاستقلال “.
كما أشرف النائب الاقليمي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بتطوان والوفد الرسمي بهذه المناسبة على مراسيم توزيع اعانات مالية على بعض الأرامل المستفيدات من اعانة الاسعاف المادي، واللواتي بلغ عددهن ثمان ( 08 ) مستفيدات وبمبلغ مالي يقدر بثمانية ألف درهم ( 00. 8000 درهم ).
وقام الوفد الرسمي بجولة استطلاعية بمختلف أروقة فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بتطوان سمحت لهم بالإطلاع على ما يزخر به الفضاء من معروضات متحفية قيمة ، ومن صور ووثائق ومستندات وقصاصات وجرائد وما تحتويه خزانة هذه المعلمة الحضارية و التاريخية من إصدارات و منشورات ومؤلفات ومخطوطات وكتب قيمة.
وقد تميزت الاحتفالية المنظمة احياءا للذكرى المجيدة باحترام الاجراءات الاحترازية والبرتوكول الصحي المعتمد من طرف السلطات الادارية المختصة ، وفي اجواء من الحماس والوطنية الصادقة والمواطنة الايجابية من خلال تعبير الحاضرين عن اعتزازهم وافتخارهم بأمجاد تاريخ المغرب البطولي.
وابتداء من الساعة السابعة والنصف مساء انطلقت اشغال الندوة العلمية عن بعد في موضوع :
“زيارة محمد الخامس لمدينة تطوان في 9 أبريل 1956: امتدادات تاريخية وأبعاد دبلوماسية”
– الدكتور امحمد بن عبود، سيقدم مساهمة في موضوع: “رحلة السلطان محمد الخامس إلى طنجة من خلال وثائق الجنرال فارييلا”؛
– الدكتور مولاي علي الريسوني في مقاربته الفكرية: “زيارة محمد الخامس إلى تطوان في 9 أبريل 1956 من خلال الصحافة الإسبانية”؛
– الدكتورة نضار الأندلسي، ستتناول في عرضها: “زيارة محمد الخامس إلى تطوان 9 أبريل 1956 السياق والدلالات”.