كوكتيلوزان

ضوء أحمر: “موسم الهجرة إلى دار الضمانة”

 

بقلم د.الشريف الرطيطبي

 

أصبحت وأمست ساكنة مدينة وزان في السنوات الأخيرة تعيش على إيقاعين متناقضين: يتجسد الأول في التشكي من قساوة واقع اقتصادي واجتماعي خانق بسبب الأزمة الشاملة التي زادت من حدتها جائحة كورونا. وهو الواقع الذي دفع بفعاليات شبابية وزانية إلى القيام بمبادرات تطوعية اهتمت بفضاءات المدينة بيئيا وجماليا، لإثارة انتباه المسؤولين ومحاولة نفض غبار التهميش والإهمال عنها، وبعث روح الأمل في حاضرها ومستقبلها.

وبعد أن لقيت تلك المبادرات دعما ماديا ومعنويا واسعا من أبناء دار الضمانة في الداخل وفي الخارج، امتد الدعم إعلاميا عبر وسائل الإتصال الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة. والنتيجةأنها استقبلت مسؤولين رسميين جهويا ووطنيا، ووفود تمثل دول عديدة، وقنوات تلفزية أنجزت روبورطاجات وبرامج عن تاريخها ومواردها البشرية وثرواتها الفلاحية، وأبرزت العناصر الواعدة لسياحتيها القروية والروحية، وخصوصيات وغنى وأصالة حرفها التقليدية، وطاقاتها الرياضية الواعدة. لكن طول انتظار بزوغ فجر جديد في حياة المدينة بسبب التسويفات وسوء تدبير العديد من الملفات أو تعثرها ، وخاصة المشاريع الملكية التي أعطى انطلاقتها عاهل البلاد يوم زيارتيه التاريخيتين في خريف 2006(…) جعل العديد من شبابها يفكر في مغادرتها بسبب انسداد الآفاق!!

أما الإيقاع الثاني الذي أصبحت تعيش عليه المدينة والناحية اليوم فيتجلى في ظهور أولى نتائج جهود الجهات التي رافعت من أجل وزان وأهلها، حيث أنها أثمرت أملا في غذ مشرق وحياة أفضل، من خلال الشروع في تنفيذ عدة مشاريع لها أهميتها الوازنة: – كلية متعددة التخصصات -مستشفى إقليمي جديد – منطقة صناعية- معمل للنسيج – طريق دائري وآخر سياحي – استئناف ترميم المدينة العتيقة – تهيئة المدارات والشوارع والواجهات -التهيئة السياحية والإيكولوجية لبحيرة بودرة. وفي نفس الوقت الحديث عن استثمارات واعدة : -مشروع بناء مستشفى خصوصي -مشروع بناء فندق مصنف -التفكير في بعث مختلف الرياضات الجماعية – تنظيم مهرجانات فنية دولية. وكل ذلك بمساهمة وازنة من الطيور المهاجرة من أبناء وبنات وزان.

وبناء عليه يبقى الأمل العريض هو أن تتمكن المدينة بفضل ما حباها الله من ثروات طبيعية، وما تضمه من ثرات مادي ولامادي، وببنية استقبال متوفرة وأخرى منتظرة، ودينامية أبنائها وكل من يتحملون مسؤولية الشأن المحلي بها، من أن تتحول إلى قبلة للسياح والزوار من الداخل والخارج، ومن ضمنهم أبنائها وبناتها الذين فارقوها – بحثا عن بناء المستقبل- وقد بدأوا بالعودة إليها لربط الحاضر بالماضي، بعد أن حققوا نجاحات في مساراتهم المهنية..

ويبقى الأمل أن توضع قاطرة التنمية- بحول الله- على المسار الصحيح، ويعود الألق للمدينة وتصبح قادرة على استقبال زوارها وضمان الحياة الكريمة لأهلها.

وبناء على هذه الدينامية الجديدة، هل يمكن القول- وبدون مجازفة – إن “موسم الهجرة إلى دار الضمانة” قد بدأت تلوح في الأفق علاماته؟

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق