مقالات الرأي

من معبر الحياة.. إلى مقبرة الأحياء

مرتضى بن عبد الغفور- طالب باحث

صحيح أن معبر سبتة كان نقطة سوداء من ناحية الكرامة بالنسبة لممتهني التهريب المعيشي التي تشكل النساء 90‎%‎ منهم، لكن من ناحية أخرى كان أيضا معبر حياة لهؤلاء ولعائلاتهم ويفر لهم (العيش الكريم) الشغل الذي عجزت عن توفيره الدولة لمواطنيها..
كان الواجب قبل إتخاذ قرار الإغلاق لشريان الحياة لمدينة كاملة وما جاورها…

لا أعلم هل هذه المؤسسات تسعى لتحقيق التنمية أم لتفقير المواطنين ؟ هل فعلا تسعى لحماية المنتوج المحلي أم للقضاء على المواطن المحلي؟

إن التنمية تتحقق أولا بتوفير مقوماتها، بجلب بدائل إقتصادية وخلق إستثمارات ومناصب شغل للمواطنات والمواطنين لا حرمانهم من مصدر دخلهم وتركهم لمستقبل مجهول وطريق مسدود، وبالنظر إلى دوافع سد المعبر الحدودي نجد أن الحجة واهية (حماية المنتوج المحلي) فإذا خرجت إلى الأسواق تجدها غارقة بالمنتوجات الأجنبية (الإسبانية) التي دخلت المغرب عن طريق الجمارك بشكل أو غيرها إذن، هال كان الغرض فعلا حماية المنتوج الداخلي أم سحق المواطن الداخلي ؟

إن هذه الاحتقانات الشعبية هنا وهناك ممكن أن تتحول إلى حركة إحتجاجية وطنية في الذكرى العاشرة لحركة 20 فبراير، إن لم تعمل السلطات العمومية على إيجاد حلول عملية للمشاكل الإجتماعية والإقتصادية التي لا تستثني أي منطقة في ربوع المملكة، خصوصا مع توالي الأزمات في ظل اللعنة العالمية كوفيد19، والتفاعل السلبي للسلطات العمومية مع هذه الأزمات فقد غيبت جميع المقاربات ويتم الإعتماد على المقاربة الأمنية فقط لحل جميع المشاكل، سواء كانت إجتماعية أو إقتصادية أو صحية…فمتى تتغير هذه العقلية؟!

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق