مقالات الرأي

في حاجة إلى إحياء الرموز

عبد السلام الطحينة

بلا شك وبكل تأكيد اذا ارادت اي امة ان تقطع مع الكسل وتبدأ في النجاح عليها ان تحيي رمز من رموزها الغابرين ؛ ولنا في تركيا في زمننا الحالي خير دليل . لاحظناها بحثت عن رموزها و احيتهم بعدما كان يساء اليهم من خلال مجموعة من الاعمال الدرامية مثل مسلسل حريم السلطان الذي اظهر السلطان سليمان باعتباره زير النساء و تسيره جاريته كيف ما تحب . استطاعت ان تقطع مع هذه الاعمال و انتجت لنا مسلسل وادي الذئاب كتجربة اولى هذا العمل الضخم الذي ابهر العالم العربي . وهذه التجربة التي بدأت سنة 2003 التي تناولت الرجل التركي الوفي لبلاده والقوى الذي يدافع عن بلاده وأمله ان يحيي المجد العثماني هذا العمل حقق نجاحا كبيرا في العالم العربي والاسلامي . وبعده جاء عمل ضخم هو مسلسل قيامة ارطغرل الذي حقق مشاهدات عالية وبسببه دخل مجموعة الى الاسلام بدأ بث هذا المسلسل سنة2014 واليوم يتم بث
مسلسل عثمان الذي يحقق مشاهدات عالية جدا ، والجميع ينظر الى الحضارة العثمانية باعتبارها اقوى حضارة مرت في التاريخ الاسلامي واستطاعت بقوة الاتراك تحرير مجموعة من الامصار العربية.

لكن للأسف الشديد يزخر الموروث الحضاري المغربي بمجموعة من الدول لقوية التي استطاعت تكوين امبراطورية مترامية الاطراف ومر في تاريخ المغرب شخصيات اقوى من ارطغرل وابنه اي نعم هذه الشخصيات وقفت امام المغول الذين كانوا يحرقون المسلمين في المشرق. لكن شخصية يوسف ابن تاشفين الذي وقف امام الزحف المسيحي في الاندلس استطاع هذا الشخص بقوته وحنكته ان يحمي الغرب الاسلامي وان يؤسس امبراطورية قوية في الغرب الاسلامي والاندلس. استطاع الانتصار على المسحيين في معركة الزلاقة الشهيرة سنة 1086 وهو طاعن في السن هذا الشخص الذي لقبه العديد من المؤرخين بأمير المؤمنين لعدله وزهديه وحبه لدينه. وفي دولة الموحدين يمكن تناول شخصية قوية حكمت المغرب والاندلس مثل شخصية ابو يوسف يعقوب المنصور الدي انتصر في معركة الاراك سنة 1195م على قوة القشتالين بزعامة ألفونسو الثامن. واما دولة المرينيين يمكن ان نسلط الضوء على بناء الحضارة والتحضر و بناء المدارس والجوامع وبناء المستشفيات وتسليط الضوء على هذه الدولة التي استطاعت ان تترك لنا مجموعة من المنابر العلمية والمعرفية. واما الدولة السعدية فيمكن ان نتناول شخصية المنصور الذهبي واسترجاعه للثغور المحتلة والدفاع عن الوطن وتوحيده وجلب الذهب من السودان.
أما العلويين فمن أبرز الشخصيات التي حاول مجموعة من مؤرخي العالم تناول شخصيته هو المولى إسماعيل العلوي الذي بنى الدولة و أعاد توحيدها معتمدا على قانون العصبية كما يقول ابن خلدون و حاول استرجاع سبتة و مليلية .

ما أحوجنا لمثل هذه القدوات في حياتنا و ذلك لا يكون إلا بالرجوع لتاريخنا و أمجادنا.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق