مقالات الرأي

الحركة الأمازيغية إلى أين؟

تستمر الدولة في تجاهل مطلب ترسيم رأس السنة الأمازيغية “إيض ن يناير” عيدا وطنية وعطلة رسمية كما يستمر معها رفض أي تأسيس لأحزاب أمازيغية وجهوية!
فبالرغم من الوعي المتزايد بالقضية الأمازيغية في صفوف الشعب و بتضحية شهداء ومعتقلين سياسيين أمثال المعتقل السياسي الأستاذ محمد جلول المدافع عن حق الجهات التاريخي وعن الهوية والخصوصيات السوسيوثقافية… إلا أن الدولة تعالج المسألة الأمازيغية بتأني بما يخدم مصالح النظام وإستمراره وتعزيزه وترى أن تأسيس أحزاب ذات “طابع عرقي” سيهدد الإستقرار وسيؤدي إلى حالة إنقسام سياسي وإجتماعي وتخاف من الأحزاب الجهوية لأن تكون مقدمة لمطالبة بحكم ذاتي بالنسبة للمناطق التي تتوفر فيها الشروط.
بالرغم كذلك، من أن جل مناضلي الحركة الأمازيغية بالمغرب في القضايا الكبرى هم بجانب الدولة؛ قضية الصحراء والتطبيع الأخير وضد السلفية والإسلام السياسي، نجد أن تشنجا وإنقساما جليا بين مناضلي الحركة الأمازيغية في طريقة الاشتغال وكذا طبيعة المطالب وحجم سقف نضالهم وبالتالي الأحزاب تنبهت لهذا فأرادت إحتواءهم وما يحدث مؤخرا على طاولة الحمامة والسنبلة في علاقتهم مع ما سمي بالجبهة خير دليل على ذلك! الدغرني قال في أخر خرجة له أن الأمازيغية اخترقت النظام أو القصر، بتعبير أدق يعني أن رجالات الدولة ليس بالعروبيين القدامى” كما كانوا، وإنما بدأو يتفهمون أن المغرب ليس بلد عربي ومن روافد قوته الإعتزاز والإعتراف بذلك.
كما قال في نفس الخرجة أن الجمعيات المدنية والعمل الجمعوي الذي عبرت الأمازيغية عن مطالبها في البداية قد أدى دوره في الوعي الشعبي ولابد الآن من تحصينه بالعمل السياسي،أي ممارسة السياسة عبر أحزاب وتنظيمات. ولأن الدولة ترفض الحزب الأمازيغي الخالص ، فهل من الممكن إختراق الأحزاب الموجودة أو التحالف معها مثل الحمامة والسنبلة والبام من أجل تحصين مكاسب الأمازيغية ولتنزيل القوانين التنظينية وفقا لمصالح الأمازيغ وبما يعزز الأمازيغية في التربية والتكوبين والقطاعات الأخرى التي تحتاج إلى لوبي أمازيغي قوي يشتغل من داخل النسق الحكومي.
للإشارة فمن أوائل من عبر عن مطالب الأمازيغ من داخل النسق المخزني هو مؤسس السنبلة أحرضان ومحمد شفيق مدير المدرسة المولوية. فهل هي مسألة وقت فقط، إقرار رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنية وعطلة رسمية؟ والسؤال المهم هل تستطيع الحركة الأمازيغية المغربية توحيد مطالبها والخروج بموقف متقارب حول ما تريد ، أتغيير جذري سياسي واقتصادي واجتماعي ؟ أم إصلاحي عنوانه انتزاع الإعتراف بالأمازيغية فقط ؟

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق