ثقافة وفنسلايدر الرئيسيةطنجة أصيلة

طنجة.. معرض يسترجع أعمال التشكيلي الراحل أحمد البراق

افتتح اليوم الأحد برواق “الفن المدينة” بطنجة، معرض تكريمي للراحل أحمد البراق، يسترجع عددا كبيرا من أعماله التشكيلية المتعددة.

ويضم المعرض، المنظم بمناسبة الذكرى الأولى لرحيل التشكيلي أحمد البراق، أزيد من 20 لوحة متعددة التقنيات والمواضيع، وهي أعمال مسكونة بتعقب الذاكرة والبصمات والرموز والآثار والزمن.

ووظف التشكيلي المتعدد المواهب في لوحاته خطوطا متحكما فيها أو حركية، بدرجات ألوان متباينة، معتمة أحيانا وبراقة في أحايين أخرى، ما سينزع رتابة المشهد عن زوار المعرض الذي سيبقى مفتوحا إلى غاية 10 فبراير المقبل.

وتميز افتتاح المعرض، الذي جرى بعدد محدود من الضيوف تماشيا مع التدابير الصحية لاحتواء جائحة كوفيد 19، بتقديم كتاب فاخر تحت عنوان “أحمد البراق، تشكيل الذاكرة”، والذي يضم صورا لأعمال التشكيلي الراحل إلى جانب صوره الشخصية، ومجموعة نصوص تتناول مختلف مراحل مساره الفني الغني، من تأليف محمد أمسكان، ومحمد مطالسي، وخليل لمرابط، وعمر الصالحي وأرملة الراحل حفيظة عوشار.

وقال أمسكان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إننا “نحتفي اليوم باسم لامع في الساحة التشكيلية المغربية بفنان مبدع في مجالات متعددة، له إبداعات في شتى ميادين الفن التشكيلي، زيادة على كونه أستاذ تتلمذت على يديه ثلة من الطلبة طيلة مساره الفني المتميز”.

وأضاف أمسكان أن أحمد البراق “كان إنسانا كتوما، خدم وعمل في صمت، والآن نكتشف، ربما لأول مرة، بهذا الشكل مجموعة من أعماله التي تؤرخ لمختلف مراحل مساره الفني”، موضحا أن هذا الاحتفاء كان بمبادرة من رواق الفن المدينة وبمساهمة فعالة من أرملته السيدة حفيظة عوشار.

ونوه بأنه تم بهذه المناسبة إصدار كتاب فني جميل يحتفي بالمبدع، ويشتمل على مجموعة من صور اللوحات المعروضة في الرواق، وصور عائلية وشخصية، ونصوص لخبراء في الميدان الفني، من بينهم خليل لمرابط ومحمد مطالسي وأرملة الراحل.

من جانبه، اعتبر مدير رواق الفن المدينة، عمر الصالحي، أن المشهد الفني المغربي افتقد منذ عام التشكيلي أحمد البراق، فتقرر تنظيم هذا التكريم لأعماله بتنسيق مع زوجته، مبرزا أن اللوحات المعروضة تفوق 20 عملا، لكن هناك لوحات أخرى لم نتمكن من عرضها نظرا لضيق المكان.

في النصوص المنثورة في الكتاب، يقول الأستاذ والباحث، محمد المطالسي عن الراحل أحمد البراق أنه “بالرغم من تنوع الأساليب وتباين المواضيع التي عالجها واختلاف تقنيات التنفيذ التي استعملها، عرف البراق كيف يحافظ على وحدة شخصيته الفنية، وهذا يعزى إلى قدرته على إعادة استعمال شريحة واسعة من الرموز والأشكال الهائمة في الكون البصري لمحيطه، لكن وفق رؤية جديدة”.

بينما يرى خليل المرابط أن “رسومات أحمد البراق عرفت عددا من التحولات كما تدل على ذلك سلسلة لوحاته”، معتبرا أنها “تحث على التفكير في ماضي وفي حاضر ثقافة حية، إنها تعطل الأشياء المبتذلة، بل تغيرها”.

يذكر أن الراحل أحمد البراق ولد يوم 24 يناير 1952 في تطوان، وهي المدينة التي تابع بها دراسته الابتدائية، قبل أن يشد الرحال إلى طنجة وهو في الثانية عشرة من العمر. وبعد حصوله على دبلوم تقني، التحق بالمركز البيداغوجي الجهوي بالرباط، ليتخرج منه سنة 1975.

وبعد التدريس بالسلك الأول، نجح في مباراة القبول للتكوين في السلك الخاص بالرباط عام 1979، ليشرع في التدريس، عقب هذا التكوين، في السلك الثاني، مواصلا في الآن ذاته متابعة عدة دورات تكوينية داخل المغرب وخارجه، قصد تعميق واستكمال كفاءاته البيداغوجية. وتوفي الفنان يوم 10 يناير 2020 بطنجة.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق