آخرطنجة أصيلة

الشريف الرطيطبي يكتب.. رحيل مناضل بطنجة الفقيد محمد السندي

بقلم د.الشريف الرطيطبي

توفي مساء اليوم، الإثنين 4 يناير 2021 ، بمستشفى زايد بالرباط المناضل النقابي محمد السندي، وووري جثمانه زوال اليوم بمقبرة المجاهدين بطنجة.

وقد تركت وفاته حزنا كبيرا في صفوف من عرفوه رجلا مناضلا صلبا، وخاصة من عاملات وعمال القطاع الخاص الذين كانوا يجدون فيه الملاذ للمطالبة بحقوقهم والدود عن مكاسبهم.

ومن ضمنهم عمال النظافة بالشركتين المفوض لهما قطاع النظافة بطنجة الكبرى. إذ كان بمثابة الدينامو المحرك لنضال هذه الفئة من الشغيلة.

وقد حقق لها توقيع اتفاقيتين جماعيتين ضمنت لها حقوقها ومجموعة من الامتيازات مكنت العمال من القيام بواجب الحفاظ على مدينة طنجة نظيفة أنيقة على طول السنة وبمناسبة عيد الأضحى المبارك.

وبوفاته تفقد مدينة البوغاز أيقونة العمل النقابي الجاد على طول مدة أكثر من ربع قرن من الزمن، خبر فيها كواليس العمل النقابي ووسائل الدفاع عن الملفات المطلبية لمختلف عمال ومستخدمي القطاع الخاص بطنجة أولا، وبجهة طنجة-تطوان- الحسيمة ثانيا، بصفته كاتبا جهويا وعضوا بالمكتب الإقليمي وبالمكتب الوطني للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب.

وكان من خصوصيات مباشرته للملفات إتقانه لأسلوب الحوار مع المسؤولين ومدراء الشركات، وتواضعه مع فئات الشغيلة والإنصات لمطالبهم، وصبره عليهم وإقناعهم بجدوى التضامن والتآزر ورص الصفوف لانتزاع حقوقهم والحفاظ على مكتسباتهم. وكان في مناسبة فاتح ماي يرتجل كلمته التي تعبر عن واقع الطبقة الشغيلة وكفاحها، ويحث العمال والعاملات على مزيد من النضال والكفاح.

وقد وهب حياته للعمل النقابي الذي كان يسكنه، إذ لا ينتهي من حل مشكلة عمالية حتى يجد نفسه في معمعان وفقة احتجاجية تضامنية مع مطرودين من العمل أو موقوفين، أو في جلسة حوار نقابي مع المسؤولين عن الشغل، أو في اجتماع تنظيمي محلي أو وطني أو جهوي.

وخلفت وفاته صدمة لدى العديد من الفعاليات السياسية والنقابية والجمعوية بطنجة وعلى المستوى الوطني حيث حضر جنازته الكاتب الوطني للاتحاد، كما بكاه العديد من العمال والعاملات الذين كان يتزعم في المكتب الجهوي والمكتب الاقليمي للاتحاد الدفاع عن مصالحهم وتحسين ظروف عملهم، وكانوا يعتبرونه واحدا منهم بتواضعه الفريد وإنصاته لنبضهم.

وبذلك تكون طنجة قد ودعت اليوم هذا الرجل الذي ترك بصمته المتميزة في العمل النقابي الجاد. فرحمة الله عليه ، وإنا لله وإنا اليه راجعون.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق