(بقلم سناء الوهابي)
يعتبر النادي النسوي المركزي بمدينة شفشاون فضاء ملائما للإبداع، بما يفتح آفاقا جديدة عبر تعلم عدد من المهن الواعدة التي من شأنها تقوية كفاءات المرأة وتمكينها من تطوير مهاراتها وتعزيز استقلالها الاجتماعي والاقتصادي.
إلى جانب كونه مركزا للتكوين بالتدرج في مجموعة من التخصصات، يشكل النادي النسوي المركزي مكانا لتبادل المعارف والتنمية الشخصية والعلائقية لفائدة نساء وشابات مدينة شفشاون، الراغبات في تمتين معارفهن وتقوية قدراتهن، واكتشاف وصقل مواهبهن، في أفق تمكينهن من اكتساب الكفاءات الضرورية لاندماجهن في سوق الشغل وتحقيق أحلامهن في غد أفضل.
واستفادت هذه المنشأة عام 2015 من دعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بقيمة تفوق 216 ألف درهم، خصصت من أجل اقتناء عتاد إداري وتقني، ما أهلها لمنح المستفيدات تكوينات مهنية عبر التدرج ذات جودة في عدد من المجالات، وتنظيم انشطة اجتماعية ورياضية ساهمت في تيسير الإدماج السوسيو الاقتصادي ودعم جهود تمكين النساء.
ويقترح النادي، التابع إلى قطاع الشبيبة والرياضة، على المستفيدات تكوينات في شعب “الفصالة والخياطة العصرية” و”الطبخ والحلويات” و”الحلاقة والتزيين” و”المعلوميات” و”الخزف” إلى جانب دروس وتمارين رياضية.
وأكدت مديرة النادي، سكينة الوجدي، في تصريح لوكالة المغرب الغربي للأنباء، أن المركز، بفضل دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، يروم تعزيز قدرات النساء والفتيات، خاصة المنقطعات عن الدراسة، من خلال تقديم تكوينات لسنتين في عدد من التخصصات، وتمكينهن من الاستفادة من عدد من الانشطة الثقافية والرياضية، والتي من شأنها تطوير قدراتهن ودعم إبداعهن وتقوية روح مبادرتهن وتسهيل اندماجهن في سوق الشغل.
وتابعت أن هذا المركز الاجتماعي يعمل من أجل تثمين كفاءات النساء على مستوى إقليم شفشاون وتشجيع تمكين النساء، موضحة أن المؤطرين يجتهدون لمنح تكوين جيد للمستفيدات، والذي يتراوح عددهن بين 100 و 125 سيدة، ومساعدتهن على إيجاد تداريب في المقاولات، وبالتالي فتح باب التوظيف أمام الحاصلات على شهادة نهاية التكوين.
في السياق ذاتها، أشارت مؤطرة ورشة الحلاقة، فاطمة العبدي، أن المركز يمنح للمستفيدات الفرصة من أجل تطوير مهاراتهن وتقوية كفاءاتهن بشكل يسهل من اندماجهن في سوق الشغل، وتحسين ظروف عيشهن، لافتة إلى أن المتدربات يستفدن من تكوين لسنتين ومن المواكبة الملائمة بما يضمن تطوير قدراتهن وإغناء معارفهن.
وأضافت أن النادي النسوي يساعد أيضا المتدربات الحاصلات على شواهد التكوين على العثور على تداريب في قاعات الحلاقة وإطلاق مشاريعهن الخاصة، مبرزة أن 12 متدربة منخرطة في ورشة الحلاقة التي تشرف عليها، تم توزيعهن على مجموعتين تنفيذا للتدابير الصحية الاحترازية للحد من انتشار جائحة كوفيد 19، ويستفدن من تكوين نظري وتطبيقي يمكنهن في النهاية من اكتساب تقنيات المهنة.
في هذا الإطار، اعتبرت ثريا أبو الجاد، متدربة في ورشة الحلاقة، أن المركز فتح آفاقا واعدة للتمكين الاقتصادي للنساء والفتيات بالمدينة، مذكرة بأن المستفيدات يتلقين تكوينا مهنيا جيد المستوى في مختلف التخصصات كما يشاركن في أنشطة ثقافية ورياضية تروم تمكينهن من التعبير عن قدراتهن وتحفيز إبداعهن وتشجيع إدماجهن المهني.
وسجلت أن التكوين التأهيلي الذي تستفيد منه سيمكن من تقوية معرفتها بتقنيات وخصوصيات مهنة الحلاقة وتطوير مهاراتها الشخصية لتحقيق حلمها في فتح صالون لتصفيف الشعر وضمان استقلالها المادي.
في ورشة المعلوميات، تستمع ثلة من المتدربات بانتباه كبير إلى الأستاذة التي تشرح لهن أهمية تكنولوجيا المعلومات والاتصال وتلقنهن دروس المادة بسلاسة لاكتساب مهارات جديدة مطلوبة في سوق الشغل.
واعتبرت المتدربة لبنى بودشار أن المركز منحها الفرصة لتعميق معارفها في المجال وتعلم الأدوات المعلوماتية وتطوير روح الابتكار، وهو ما من شأنه – تضيف – تسهيل اندماجها المهني.
بالإضافة إلى الشق المتعلق بالتكوين، يفسح النادي السنوي المركزي بشفشاون المجال للنساء، يوميا، من أجل تطوير شخصياتهن وتعزيز الثقة في ذواتهن. إنه فضاء حيث تكتسب النساء المهارة والثقة في أن الحلم والطموح بالجد والمثابرة يصبحان في المتناول.