مقالات الرأي

ضوء أحمر : وجه طنجة في الصباح الباكر

بقلم د.الشريف الرطيطبي

يختلف وجه عروس الشمال على طول النهار وجزء من الليل عن وجهها في الصباح الباكر. فهي أنيقة في شوارعها الرئيسية ومعظم أزقتها، كما تبدو مناطقها الخضراء وحدائقها مرتبة ونظيفة. ويعود الفضل في ذلك لجنود الخفاء من رجال النظافة الذين يشتغلون على طول الليل وفي الصباح الباكر من النهار. وهم يحتاجون إلى تثمين تلك الجهود من طرف عموم الساكنة بالحفاظ ما أمكن على نظافة الشوارع والأزقة والحدائق التي تشرف وجه طنجة في الصباح الباكر.
لكن ما يشوه هذا الوجه الجميل قبل طلوع شمس كل يوم هو وجود مواطنين من الدرجات السفلى في السلم الإجتماعي، يفترشون الكرطون والأرصفة وفي أفضل الأحوال فضاءات الحدائق العمومية، ويلتحفون البرد القارس، ومختلون عقليا ينتهزون فرصة الصباح الباكر للتنقل عبر الأزقة والشوارع بحثا عن المجهول…

وإذا كانت مدينة ملتقى البحرين تشتهر بنسيجها الجمعوي الذي يهتم جزء منه بالبيئة والمناخ وبدفاعه عن حماية الحجر والشجر، مشكورا على ما يبذله أعضاؤه من جهود، فالحاجة ماسة لتجند المجتمع المدني وتكتله من أجل حماية شريحة من البشر أصبحت قيمتهم أقل من الحجر والشجر ، وذلك بخلق إطار جمعوي يركز جهوده على انتشال فئة المشردين والمختلين عقليا من براثن الإهمال والضياع والمس بكرامتهم كبشر “يعيشون في فضاءات” طنجة الكبرى عروس الشمال وبوابة المغرب على أوربا وبوابة أوروبا على المغرب الجميل بأهله وطبيعته وخيراته.

وهي- أيضا- مناسبة لتذكير الجهات الوصية على الشأن الاجتماعي والصحي بالأوضاع المزرية والحاطة بكرامة الإنسان لشريحة من أبناء الوطن بعاصمة الشمال، من أجل أن تحافظ على وجهها الجميل على طول الليل والنهار عن طريق الاهتمام والعناية بالبشر إلى جانب حماية الحجر والشجر. الله المعين.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق