اقتصادتطوانسلايدر الرئيسية
مشاريع حاملة للأمل وفرص الشغل لشباب تطوان بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية
بقلم: سناء الوهابي
يعتبر إنجاح الإدماج الاقتصادي للشباب وخلق قيمة على المستوى المحلي وضمان استدامة المشاريع، الرافعات الاستراتيجية التي ترتكز عليها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتحسين الإدماج الاقتصادي للشباب على مستوى إقليم تطوان والنهوض بظروف عيشهم وعيش أسرهم، وتحقيق تنمية بشرية مستدامة.
وقد شهد إقليم تطوان إنجاز العديد من المشاريع بفضل الدعم المالي والتقني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إطار برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب الذي يشكل، من دون أدنى شك، آلية مهمة لتحفيز الشباب على التطور والمساهمة في إعطاء دينامية جديدة سوسيو اقتصادية بالجهة.
وتتمثل الأهداف الأساسية لهذا البرنامج الذي يوجد الآن في مرحلته الثالثة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بالأساس، في تحسين دخل المستفيدين من خلال إطلاق جيل جديد من مشاريع الإدماج الاقتصادي للشباب تسهم في تشجيع تشغيلهم وتسهيل ولوجهم إلى عالم الأعمال.
واحد من المشاريع الواعدة التي حظيت بالدعم في إطار هذه المبادرة هو مقاولة “إيكر” المتخصصة في التسويق الرقمي وتطوير المواقع الإلكترونية التي أسسها المقاول الشاب عمر امبيرك بهدف تطوير المواقع الإلكترونية وإعداد استراتيجيات التسويق وتصميم الجرافيك.
وبدأت هذه المقاولة التي أنجزت سنة 2016 بغلاف مالي يصل إلى 190 ألف درهم، ساهمت فيا المبادرة ب 170 ألف درهم، في مزاولة نشاطها كمقاومة متخصصة في التطوير المعلوماتي والتصميم البياني، ثم تطورت بعد ذلك لتتكيف مع التقنيات الحديثة الجديدة وتطور أسلوب التصميم الخاص بها لتلبية رغبات المقاولات والخواص الباحثين عن الإبداع والتصميم الجيد.
وأوضح عمر امبيرك، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “كنت محظوظا بالاستفادة من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الذي مكنني من تحقيق حلمي وإبراز كفاءاتي في مجالات الإعلاميات والاتصالات”، مشيدا بالانخراط القوي للمبادرة في النهوض بريادة الأعمال لدى الشباب ودعم تطوير سلاسل القيم التي تساهم بشكل كبير في إحداث فرص الشغل.
وبالرغم من الظروف الاستثنائية المرتبطة بجائحة كوفيد 19 ، أكد هذا الشاب التطواني ذي ال 33 ربيعا أنه نجح في إطلاق مشروعه الذي سيساهم من دون أدنى شك في تحسين ظروف عيشه هو و 6 من الأشخاص العاملين معه بالشركة، معربا عن الأمل في أن يتمكن من توسعة مشروعه واقتحام آفاق جديدة وخلق المزيد من فرص الشغل لفائدة أبناء المنطقة.
بدوره، اختار علاء العمراني الذي يتقاسم نفس روح المبادرة وذات التعطش للإبداع، إحداث دار للضيافة ومقهى ثقافيا بالمدينة العتيقة لتطوان، بهدف توفير فضاء يتيح للزوار الاستمتاع بوقتهم في جو من الهدوء والسكينة بعيدا عن صخب وضجيج المدن الكبرى.
وأكد هذا المقاول الشاب أن مشروعه الذي تطلب إنجازه غلافا ماليا قدره 200 ألف درهم ساهمت فيه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بنحو 100 ألف درهم، يهدف إلى وضع رهن إشارة السياح الباحثين عن الهدوء والسكينة فضاء للاسترخاء يعكس غنى التراث الهندسي والثقافي المغربي، وفسح المجال لهم للسفر عبر الزمن والفضاء في قلب التاريخ العربي الأندلسي، مسجلا أن هذا الفضاء سيحتضن أيضا عروضا موسيقية ومعارض فنية لتشجيع المواهب الشابة، والمساهمة في تعزيز التنشيط الثقافي بالمدينة.
وبالنسبة لعلي غماري البالغ من العمر 23 سنة، فقد أصبح حلمه المتمثل في إنشاء عيادته الخاصة للترويض الطبي حقيقة، بفضل دعم ومواكبة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وأكد أن هذا المشروع الذي تطلب إنجازه اعتماد ماليا قدره 120 ألف درهم ساهمت فيه المبادرة بمبلغ 100 ألف درهم، مكنه من الاستفادة من المعارف التي راكمها في إطار تكوينه كتقني متخصص في الترويض الطبي، وكسب قوت يومه وتطوير مستقبل في هذا المجال.
وقد تم انتقاء ودعم وموكبة هذه المشاريع عبر منصة الشباب التي أحدثت في إطار برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب ضمن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، عبر مواكبة وتحسين قابلية التشغيل لدى الشباب وتقوية قدراتهم في مجال البحث عن الشغل وتحفيز الروح المقاولاتية لديهم وتطوير التشغيل الذاتي على مستوى إقليم تطوان.
وحسب مديرة منصة الشباب بتطوان بشرى اللخلاخ، فإن هذا الفضاء موجه للاستماع والتكوين والتوجيه واحتضان الشباب حاملي الأفكار أو المشاريع على مستوى الإقليم، مسجلة أن المنصة تروم تحسين قابلية تشغيل الشباب الباحثين عن العمل، من خلال تنظيم ورشات لتقوية المهارات الذاتية للمرشحين ومساعدتهم على حسن إنجاز سيرهم الذاتية والتحضير لمقابلة التوظيف، ومواكبة حاملي المشاريع في مسلسل إنشاء المقاولات انطلاقا من الإعداد ودراسة الجدوى الاقتصادية، وصولا إلى المساطر الإدارية.
وأشارت المسؤولة إلى أن المنصة التي دخلت حيز الخدمة في يناير الماضي تواكب حاليا ما مجموعه 2500 شاب، حوالي 40 في المائة منهم نساء، مسجلة أن 60 في المائة من الشباب هم حاملو مشاريع، فيما 40 في المائة منهم باحثون عن عمل.
من جهته، أكد رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة تطوان، محسن بريغة، أن العمالة انخرطت في تنفيذ برامج المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2023-2019) التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في ،شتنبر 2018 ، والتي تهم على الخصوص تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات الأساسية ومواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، وتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، والدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة.
وأضاف أنه تم حتى الآن في إطار المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية دعم ما مجموعه 24 مشروعا بإقليم تطوان، موزعة على 20 مشروعا بالوسط الحضري و 4 مشاريع بالوسط القروي، تطلب إنجازها حوالي 4 ملايين درهم، بلغت مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية فيها 34ر3 مليون درهم، مشيرا إلى أن 20 مشروعا تم إنجازها وأحدثت حوالي 100 منصب شغل، متيحة بالتالي الانتقال من غير المهيكل إلى المهيكل.
وبخصوص المراكز الخاصة بالأشخاص في وضعية إعاقة، أكد المسؤول أن العديد من المراكز رأت النور على مستوى الإقليم، مسجلا أن جميع المشاريع المنتقاة تستفيد من الدعم والمواكبة المالية والتقنية للمبادرة في جميع المراحل التي تسبق وتلي إحداث المقاولات.
وتابع أن المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تضع مشاريع الشباب في صلب أولوياتها وجعلت تعميم التعليم الأولي أحد ركائزها الأساسية، وقوت الولوج إلى الدعم الدراسي لاسيما بالوسط القروي، ما مكن من تعزيز النجاح الدراسي”، موضحا أن حصيلة المرحلتين الأوليين من المبادرة كانت “إجابية جدا”، كما ارتفعت وتيرة المستفيدين واتسع نطاق تقوية الخدمات الأساسية وخدمات القرب التي تروم تحسين ظروف عيش الساكنة المحلية.
والأكيد أن تحسين الإدماج الاقتصادي للشباب سيكون له وقع مباشر على ظروف عيشهم وعيش أسرهم. من هذا المنطلق تسعى المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى الإسهام في تعزيز تشغيل الشباب، ووضع إطار يشجع التنسيق بين مختلف المتدخلين ومواكبة تنمية المشاريع المبتكرة، بالإضافة إلى المساهمة في تمويلها بهدف تحقيق تنمية بشرية شاملة ومستدامة.