مقالات الرأي

أمحجور يكتب..”والله يا بَابَاهُمْ ترامب وبايدن ما عندهم “القاصم” الانتخابي”

خربشات انتخابية -5- “والله يا بَابَاهُمْ ترامب وبايدن ما عندهم “القاصم” الانتخابي”..
أنقذوا الديموقراطية الأمريكية من الضلال…

محمد أمحجور

مثلي مثل كثير من أهل الأرض، غيرت بعض عاداتي هذه الأيام، أستفيق أحيانا في جوف الليل، وأحيانا أخرى يذهب عني النوم باكرا، ويا للعجب، كل ذلك من أجل متابعة مستجدات الانتخابات الأمريكية.. فالولايات المتحدة الأمريكية تصحو ويصحو معها العالم، والجميع ينتظر نتائج انتخابات تكاد تحكم الدنيا.

على الهواء مباشرة تبث عمليات إحصاء الأصوات الصحيحة، نعم “قولوا باااز” الأصوات الصحيحة، و مظاهرات تجوب بعض الولايات وتطالب بإحصاء كل صوت، و بلغتهم يقولون “Every voice matters. Every vote must be counted.”

تأملت هذا الوقت الثمين الذي تهدره أمريكا، ويهدره معها العالم، في عد الأصوات الصحيحة صوتا صوتا، وبدا لي، والله أعلم، أن الأمريكيين “مْعَقْدِينْ” ديموقراطيا، وليس لهم قابلية “للإبداع الديموقراطي”، وهم بذلك عاجزون عن تطوير الديموقراطية، ولعل ذلك مرده إلى إحساسهم بالدونية تجاه من وضع هذه الآليات الديموقراطية المتهافتة.

وتساءلت مع نفسي كيف يمكننا أن نفيد أمريكا وننقذها من الضلال؟

تذكرت فورا أن لدينا ما يستحق التقليد، فالنبوغ المغربي يعتبر أن “الديمقراطية اجتهادات لا تنقطع بين الأمم والشعوب، ولا يحكمها منطق الدونية تجاه الآخر الذي وضع الآليات”.

وأنا أتابع هذا “العبث الأمريكي”، أحسست بالشفقة على هذه الديموقراطية العجيبة التي تبنى نتائجها على احتساب الأصوات الصحيحة صوتا صوتا، ولو استدعى ذلك أن ينتظر العالم كله أياما طويلة. فماذا لو جرب الأمريكيون الوصفة المغربية وقرروا حسم انتخاب رئيسهم باحتساب عدد المسجلين باللوائح الانتخابية، والأمر عندهم سهل ويسير، فكل أمريكي بلغ سن 19 سنة يحق له التصويت وهو مسجل تلقائيا..

لا شك أن منافع كثيرة سيجنيها الأمريكيون، منها فسح المجال لأحزاب أخرى للإسهام في تسيير البلد، فمن غير المقبول ديموقراطيا أن يهيمن “الحمار الديموقراطي” و “الفيل الجمهوري” على الحياة السياسية. ومن المنافع أيضا أن يتم الحسم السريع للنتائج الانتخابية، وما سينتج عنه من تحرير للأمركيين من “العُقَدِ الديموقراطية” ، وتحقيق “التناوب التلقائي” بين الديموقراطيين والجمهوريين دون كثير عنت ودون الحاجة إلى هذا التمرين الطويل والممل القاضي بفرز الأصوات الصحيحة وتمييزها عن الأصوات السقيمة، وقد يكون من ثمار ذلك أيضا أن تحقق أمريكا “انتقالها الديموقراطي”، فتلحق بنا ونلحق بها..

دون تكبر أو غرور، أنصح أصدقاءنا الأمريكيين أن يتواضعوا بعض الشيء وأن يتخلصوا من “عُقَدِهِم الديموقراطية”، وأن يتواصلوا مع “كل الديموقراطين” المغاربة، أقصد بذلك الحمامة والحصان والجرار ومن يجرهم ويجاورهم، وأن يأخذوا عنهم “العييلم الديموقراطي”، و يجربوا وصفتهم الديموقراطية السحرية المستندة إلى حسم الانتخابات باعتبار عدد المسجلين.. حينها سيريحون ويرتاحون.

بقي أمر أخير، لعلكم لاحظتم أنني لم أشر حين تحدثت عن “كل الديموقراطيين” إلى الحزب العتيد وزعيمه المفدى، ولم يكن ذلك سهوا مني، حاشا وما عدا الله، فقط قدرت أن الخلفية الاشتراكية والنضالية، تمنع القائد الكبير من أن يسهم في إنقاذ “الامبريالية التوسعية الأمريكية” من ورطتها.

الامبريالية من الأمبرة..
والتوسعية من التوسع..
وعذرا للزعيم عادل إمام…

وهذا جهدي عليكم آ الميريكان.. يا الرباعة ديال المقلدة…

#دمتم_سالمين

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق