الضفة الأخرىسلايدر الرئيسية
احتجاجات مصحوبة بأعمال شغب وتخريب في عدة مدن إسبانية ضد القيود المشددة لمواجهة تفشي كورونا
اندلعت مواجهات واشتباكات ليلة يوم السبت 31 أكتوبر في عدة مدن إسبانية خاصة بالعاصمة مدريد بين محتجين خرجوا للتظاهر ضد القيود المشددة التي اعتمدتها السلطات العمومية من أجل محاصرة تفشي فيروس ( كوفيد ـ 19 ) وقوات الشرطة ما أدى إلى إصابات واعتقالات في صفوف المتظاهرين وقوات الأمن .
وقد ألقت قوات الشرطة القبض على العشرات من المتظاهرين الذين شاركوا في هذه الاحتجاجات التي تحولت لليوم الثاني على التوالي خاصة ببعض البلديات إلى أعمال شغب وتخريب ونهب حيث أقدم المتظاهرون على رشق قوات الأمن بالحجارة وبعد المواد الصلبة والحادة وإطلاق الشهب والقنابل المضيئة وإضرام النار في حاويات القمامة .
ووقعت أكبر الاضطرابات في العاصمة مدريد ليلة السبت إلى الأحد حيث رفع المتظاهرون شعارات تندد بالقيود المفروضة من طرف السلطات العمومية وتدين هذه التدابير والإجراءات التقييدية خاصة حظر التجول الليلي الذي تم فرضه منذ الأسبوع الماضي والإغلاق وحظر حركة تنقل الأشخاص خارج الحيز الترابي لمناطقهم .
وقام المشاركون في هذه الاحتجاجات بإضرام النار في حاويات القمامة كما أقاموا حواجز في أحد أهم الشوارع الرئيسية في العاصمة ( غران بيا ) ورشقوا رجال الشرطة الذين تدخلوا لتفريقهم بالحجارة والقنابل المضيئة .
وقد أصيب في هذه الأحداث حسب ما أعلنته مصالح الطوارئ 12 شخصا بجروح طفيفة جراء هذه الاشتباكات من بينهم ثلاثة عناصر من قوات الشرطة بينما تم إلقاء القبض على 32 شخصا .
وفي لوغرونو عاصمة جهة ( لا ريوخا ) أضرمت مجموعة صغيرة من المتظاهرين النار في حاويات القمامة كما حطمت واجهات بعض المتاجر وذلك في نهاية مسيرة احتجاجية سلمية نظمت للتنديد بالقيود الجديدة التي تم فرضها من طرف السلطات المحلية للجهة في محاولة لوقف انتشار عدوى الوباء خاصة إغلاق المقاهي والمطاعم وأماكن الترفيه والنوادي .
وأظهرت الصور التي نشرتها وسائل الإعلام المحلية بعض الشبان الذين شاركوا في هذه الاحتجاجات يخرجون من أحد المحلات التجارية محملين بالبضائع والمسروقات .
وحسب متحدث باسم الشرطة الوطنية فقد تم إلقاء القبض على ستة أشخاص في لوغرونو كما تم إلقاء القبض على عشرة آخرين إثر أحداث شغب وتخريب وقعت خلال مظاهرة احتجاجية مماثلة بكل من بلباو ( إقليم الباسك ) وسانتاندير ( شمال إسبانيا ) بينما قامت مجموعة صغيرة من المتظاهرين في مدينة مالقة ( جهة الأندلس ) بإلقاء الحجارة والمواد الصلبة والحادة في اتجاه رجال الشرطة عند محاولتهم تفريق هذه الاحتجاجات .
وكانت برشلونة ( جهة كتالونيا ) ومدن أخرى بنفس الجهة قد شهدت ليلة الجمعة إلى السبت اندلاع مواجهات بين مئات من الأشخاص الذين خرجوا للتظاهرة والاحتجاج ضد تشديد القيود التي اعتمدتها السلطات المحلية وقوات الشرطة المحلية ( موسوس دي إسكوادرا ) .
وأقدم المتظاهرون عند محاولة تفريقهم من طرف رجال الشرطة على رشق قوات الأمن بالحجارة وبعض المواد الصلبة والحادة وإطلاق الشهب الاصطناعية وتخريب بعض الممتلكات مع إضرام النار في حاويات القمامة .
وحسب مصالح الشرطة فقد تم إلقاء القبض على 12 شخصا من المشاركين في هذه الاحتجاجات بينما أصيب آخرون بجروح متفاوتة الخطورة من بينهم أكثر من 20 عنصرا من قوات الأمن .
وندد بيدرو سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية بهذه الأحداث وأعمال الشغب والتخريب مشددا على أن ” السلوك العنيف وغير المنطقي لبعض المجموعات التي هي أقلية أمر لا يمكن التسامح معه ” .
وأكد سانشيز في تغريدة على حسابه ب ( تويتر ) أنه ” من خلال المسؤولية والوحدة والتضحية فقط يمكننا التغلب على هذه الجائحة التي تضرب جميع الدول ” .
وتعيش إسبانيا منذ عدة أسابيع على إيقاع ارتفاع مقلق في عدد حالات الإصابة بفيروس ( كوفيد ـ 19 ) ما دفع السلطات العمومية إلى اعتماد قيود مشددة جديدة بالعديد من الجهات المستقلة في محاولة لوقف انتشار العدوى منها حظر التجول الليلي وحصر وتقليص حركة التنقل وإغلاق المطاعم والمقاهي وأماكن الترفيه مع تقليص طاقة الاستقبال في بعض المرافق والأماكن العامة إلى جانب إغلاق العديد من البلديات والأقاليم خاصة تلك التي تسجل ارتفاعا كبيرا في عدد حالات الإصابة بالمرض .
وأعلنت إسبانيا منذ الأحد الماضي حالة الطوارئ على كامل التراب الوطني لمدة ستة أشهر ما أطلق يد الجهات المستقلة التي هي المسؤولة حصريا على تدبير القطاع الصحي لاتخاذ مجموعة الإجراءات والتدابير التقييدية الجديدة من أهمها حظر التجول الليلي وحظر حركة التنقل خارج الحيز الترابي للجهات والأقاليم والبلديات والإغلاق الكلي أو الجزئي لبعض المناطق .
وحسب آخر حصيلة أعلنت عنها وزارة الصحة الإسبانية فقد بلغ عدد حالات الإصابة بفيروس ( كوفيد ـ 19 ) مليون و 185 ألف و 678 حالة بينما تقدر عدد حالات الوفيات ب 35 ألف و 878 حالة وذلك منذ بدء تفشي الوباء في البلاد .