آخر

النساء والتبعية

 

مقال راودني حين سألتني صديقتي عن حال مزاجي و كيف هو، وفي لحظة دارت في جنبات نفسي ملايين الأسئلة و شرود رافقني لبرهة لكنه خط في نفسي مجلدات من الأحاديث الملونة، حول جنسي الأنثوي و أردت أن أفكر لكن اكتفيت بسطور تعيدني حيث أنا و الواقع.

ربما لا أملك مزاجا حتى ولكنني احتاج ان استحضره حتى يمكنني الكتابة فهي ايضا حالة مزاجية كما يقال.

تعيش النساء في مجتمعنا كذبة حرية المزاج و نرى كيف تكتب كل واحدة على صفحتها بما فيهن انا التى اكتب هذا …يكتبن و كأنهن يملكن المزاج و تقلباته…فقلت في نفسي هي نقطة لا نظام ليست الا …..المزاج شيء يصممه المحيط و الأحداث و تشكله الظروف و الوقائع خاصة وأننا نطالع عن كثب تقلبه مع اخبار عاجلة وأخرى آجله….نظنه برمج كما نريد لكن الواقع يقول اننا برمجنا كما يريد مزاج الآخر أيا كان ماديا او معنويا ….تارة يرتفع و تارة يهبط و احيانا لا نجد له تقييم ….

تعيش النساء حالة التبعية حتى بالمزاج فهي تتفاعل مع محيطها ولأجله…إن كان بخير مزاجها يخاف ابتعاد الخير وإن كان بشر مزاجها يخاف دوام الشر …وفي كل الأحوال هي رهينة اللقطات و السقطات و المطبات و الحلقات و القفزات و النقلات وووووحتى الركلات.

التبعية قمقم مزدوج الوجهات تارة يقود النسوة نحو التفاعل الخلاق و ينعكس ذاك على محيطها ولكنه حين يقودها نحو اللاتميز و يفقدها منحة العطاء و يحيطها بهالة الاستهلاك تبقى مجرد مكب إن جاز التشبيه لكل قمامة تدعي التطور والتحضر وحينها تقود المجتمع وسراعا نحو دائرة الفشل….والركود.

العقل جعله الله للجميع على السواء ذكورا وإناث ولم نقرأ في القرآن الكريم نقص في النساء إنما القرآن عظم مكانتهن و بسورة النساء خير دليل …و الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بهن خيرا…لكن حين نصبح شعوب مستوردة مستهلكة لا عجب أن تكون النسوة تبع…تستخدم كزهر النرد حيث سقطت….ترفعن عن تبعية الجهل و لتكن تبعية كل واحدة منكن للدين و العقل ….حتى لا تكذبي على نفسك بحجة الضلع الأعوج و العاطفة الممرضه. ….فلن تزر وازرة وزر أخرى ….ولن يكون جهلك حجة فكل شيء متاح للمعرفة و كل شيء قابل للتكييف بما فيها مزاجك….و أفكارك…..انت من تختار نوع التبعية وحجمها…..فلا تركني لخيارات الآخرين……لأنها الموت البطيء. …..!

مريم الوزاني

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق