(بقلم: عزالعرب مومني)
تكرس مؤسسة اليقظة للشباب والتشغيل الذاتي بالحسيمة التي تأسست في 24 مارس 2016 جهودها لنشر الثقافة المقاولاتية والتوعية والتحسيس بأهمية التشغيل الذاتي بالنسبة لشابات وشباب إقليم الحسيمة.
وتحرص المؤسسة، التي تضم خيرة من الأطر الشابة من أبناء وبنات الإقليم، على التعريف قدر الإمكان بالبرامج والمبادرات الحكومية الموجهة للشباب وتشجيعهم على الاندماج أكثر في النسيج الاقتصادي والاجتماعي.
وأوضح رئيس المؤسسة، محمد البلحاجي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المؤسسة أحدثت في ظرفية استثنائية اتسمت بانطلاق العمل بنظام المقاول الذاتي وبروز الحاجة الملحة لمواكبة الشباب والاستجابة للنقص الحاد في ما يتعلق بالمعطيات الخاصة بشروط وآليات الاستفادة من البرامج الحكومية الموجهة للشباب، وتعزيز الانخراط أكثر في تلك البرامج.
وأضاف البلحاجي، وهو أيضا باحث مهتم بالاقتصاد المحلي، أنه بالنظر إلى صعوبة استيعاب القطاع العام للكم الهائل من الشباب الراغبين في الحصول على فرص الشغل، تركز مؤسسة اليقظة اهتمامها على نشر الثقافة المقاولاتية وتعزيز التوعية بأهمية التشغيل الذاتي الذي أضحى أحد الحلول الكفيلة بالتقليص من نسبة البطالة لدى الشباب، لاسيما من خلال تنظيم ورشات ودورات تكوينية وتحسيسية ومنتديات ولقاءات تواصلية لفائدة الطلبة والشباب حاملي أفكار المشاريع، بتعاون وتنسيق مع مؤسسات عمومية متخصصة (الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، ودار المقاول، أو مؤسسة البنك الشعبي لتمويل وإنشاء المقاولات) ومنظمات غير حكومية.
كما ينصب اهتمام المؤسسة، حسب ذات المتحدث، على التحسيس بأهمية استعمال التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال بالنظر لأهميتها بالنسبة للمقاولة والشباب، ودور الوساطة في التشغيل وتقوية قدرات الشباب في الولوج إلى فرص الشغل، فضلا عن تطوير المهارات الاجتماعية والشخصية للشباب والنهوض بالأنشطة المدرة للدخل، وذلك بتعاون وتنسيق مع عدد من المؤسسات الوطنية والدولية.
وتركز الورشات والدورات التكوينية، التي يؤطرها خبراء ومختصون في المجال، بالخصوص على تعريف الشابات والشباب المستفيدين على آليات تسيير وتدبير المقاولات ابتداء من الفكرة أي مرحلة ما قبل التأسيس مرورا إلى دراسة المشروع والدراسة المالية والتقنية ودراسة السوق، وآليات التسويق والجدارة البنكية والتسيير المالي، بالإضافة إلى التعريف بمزايا نظام المقاول الذاتي والأشكال القانونية للمقاولات، وتعزيز التنمية الذاتية وتطوير الجانب النفسي للشباب.
وفضلا عن ذلك، يضيف السيد البلحاجي، تضطلع مؤسسة اليقظة التي تسجل حضورا لافتا بعدد من وسائل التواصل الاجتماعي بدور هام في التعريف بمزايا البرنامج المندمج لدعم وتمويل المقاولات “انطلاقة” وآليات الاستفادة منه، ومواكبة الشباب حاملي أفكار المشاريع في ما يتعلق بدراسة المشروع وتتبع مختلف مراحل الحصول على الموافقة من قبل الجهات المختصة، بالإضافة إلى توفير المواكبة اليومية الميدانية من خلال استقبال الشباب الباحث عن المعلومات والإجراءات المتعلقة بإنشاء المقاولات والتشغيل الذاتي، حيث يتم استقبال حوالي 5 شباب وشابات يوميا.
وشدد في السياق ذاته على ضرورة أن تحرص الأبناك والمؤسسات المكلفة بالتمويل قدر الإمكان على مواكبة الشباب ومد يد العون لهم ومعالجة طلباتهم وملفاتهم في أحسن الظروف، وتعمل على تزويدهم بالمعطيات والإحصائيات الضرورية حول أعداد المستفيدين من مختلف البرامج الحكومية الموجهة للشباب، لتشجيعهم على الانخراط أكثر في العمل المقاولاتي.
ولتعزيز انخراط الشباب أكثر في العمل المقاولاتي والتحلي بروح المبادرة، ألح المتحدث على ضرورة تجويد آليات التواصل حول البرامج الحكومية الموجهة للشباب والمجهودات المبذولة في هذا الشأن، وإطلاع الشابات والشباب على التجارب الناجحة لمقاولين ذاتيين كي تكون دافعا وحافزا لهم ، وبذل المزيد من الجهود لتسويق الأرقام والمنجزات والنتائج المحققة.
وخلص السيد البلحاجي إلى ضرورة انخراط الجماعات الترابية بالإقليم في الجهود الرامية إلى دعم وتشجيع الشباب على الانخراط في العمل المقاولاتي والتشغيل الذاتي، والحرص قدر الإمكان على إبرام اتفاقيات شراكة بين الفاعلين العموميين والخواص لكسب هذا الرهان.