مقالات الرأي

رواية الشريفة خروج عن المألوف وبوح بالأسرار

***
المهدي الصالحي
**
الشريفة هي روايات متعددة في رواية واحدة تحكي عن أبناء يما رحمة كل على حدة. ويلاحظ أن كل أبناءها باستثناء عبد المجيد هم أبناء سوء يتعاطون شرب الخمر ويحبون المال والسيطرة والتجبر على الضعفاء.
الرواية تصور عبد المجيد وزوجته الشريفة وأبناؤه وخصوصا عبد الرحيم، هم نموذج لأسرة ضحت بالغالي والنفيس من أجل حفظ شمل العائلة وبيتها.
الجانب المضيء في الرواية هو تعريفها بشخصيات وأعيان سكنوا المدينة القديمة، كما تعرف ببعض أحياءها، وتفرد للزاوية الصديقية مكانة خاصة يعرفها أهل المدينة.
جانب آخر مضيء هو عرضها لتجربة نجاح عبد المجيد الذي بدأ من الصفر وأصبح له بزار معروف وبيت كبير يلم العائلة الكبيرة.
كما عرض لتجربة فشل كبيرة أساسها الاستهتار واللامسؤولية وضع نموذجا لها عبد الرحمن الذي انتهى به الأمر في مستشفى المجانين قبل أن يلحقه أخوه.
لم تغفل الحديث عن ذوي الاحتياجات الخاصة واندماجهم القوي في مجتمع المدينة، ويتجسد ذلك في عبد الرحيم الذي لم يهمله القدر كثيرا.
ذكرت الرواية أيضا ببعض الأجانب الذين أقاموا بمدينة طنجة، خاصة خلال الفترة الدولية وتركوا فيها بصمات واضحة، من أبرزهم الأمريكية بربراهاتون.
تيمة أخرى لم تغفلها الرواية وهي تيمة اليتم التي تجسدت بصفة خاصة في الراوي يونس/يوسف والتي كانت وما زالت لها تأثيرات واضحة على حياته.
يحسب للكاتب أنه استطاع توظيف سيرته الذاتية وسيرة أعمامه وإخوانه في حكي روائي، حيث ذكر بإيجابيات وسلبيات الأشخاص. ورغم أنه يشير في البداية أن تشابه الأحداث مع الواقع هو محض صدفة، فإن انعكاسات الواقع على الرواية مع إضافات من هنا وتقليم من هناك، كانت واضحة في المتن المكتوب.
في طيات الرواية أيضا إشارة إلى مرحلة المراهقة واكتشاف عالم الكبار، كما حدتثنا قبل ذلك عن المرح الطفولي ومقالبه.
بقي أن نشير إلى أن رواية الشريفة لم تحترم مسار الروايات العادية التي تطرح العقدة و تبحث لها عن حل، بل تركتنا أمام سير متنوعة للشخوص تنتهي في الغالب بالوفاة.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق